رجل لديه أربع زوجات جميلات، ولكنه لا يحب أي واحدة منهن.. بل هو في أعماقه يكره الأربع.. مع أنه قادر ومليونير. ورجل آخر لديه زوجة واحدة، لكنه يحبها وتحبه، يشتاق لها إذا تأخر ويخالجها القلق عليه والشوق له حين لا يعود في وقته المعلوم. أيهما أسعد؟! طبعاً الجواب واضح، الثاني أسعد رغم انه لم يتزوج غير واحدة يخلص لها.. وتخلص له.. والآخر أتعس رغم ان في انتظاره أربع حسناوات. إذن.. السعادة منبعها الحب.. ان تحب ما لديك وترتاح له وتشكر الله عز وجل على ذلك.. وبالمناسبة فإن شكر الله -سبحانه الله وتعالى- هو أسهل وأجمل وصفة للسعادة على الاطلاق.. لماذا؟ لأنك حين تشكر خالقك العظيم تستحضر جميع النعم التي ترفل فيها بفضله سبحانه، فتمتلئ خلاياك وحناياك بالغبطة.. والرضا.. وخاصة حين تشعر ان الخالق العظيم حباك بكل تلك المزايا وحجب عنك كل الشرور التي لم تصبك. إن شكر الله عبادة.. وسعادة. أما معول الهدم في صرح السعادة والسم الزعاف الذي ينغص حياة الإنسان فهو الكراهية.. البغض.. فهو يصيب صاحبه بالمرارة التي تفسد عليه كل شيء، ويجعله عابساً بائساً مملوءاً بالحنق والحقد.. يسبح في مياه الكراهية النجسة والحارة جداً والتي تحيل حياته إلى جحيم.. بلا مبالغة. إذن السعادة هي ان تحب من حولك: زوجتك وأقاربك وزملاءك في العمل وأصدقاءك وجيرانك والحياة التي وهبها الله لك.. وان تكثر من شكر الله على تلك الهبات فتنظر إلى الأحياء والأشياء بود.. بحب.. بانسجام.. فحيط بك عطر السعادة من كل مكان. قديماً قيل: «كل كرها واشرب كرها ولا تعاشر كرها». كراهية الناس مفتاح السجن وعذاب النفس.