لم تكن ليلة فنٍ وطرب بحري وحسب.. وإنما ليلتان من ألف ليلة وليلة!؛ هكذا وجد جمهور "خيمة الفنون" نفسه واقعا تحت تأثير سحرة موسيقى الصوت البحري والغناء الشعبي في الخليج. ليلتان روت بعض تعطش الجمهور لمثل هذا النوع الأصيل من الفنون والذي قدمه مجموعة مطربين بحرينيين؛ ضمن فعاليات مهرجان أرامكو الثقافي (2011)؛ وتنظيم جمعية الثقافة والفنون بالأحساء. الأمسية الموسيقية التي أقيمت في مسرح (خيمة الفنون) لم تخلُ من الدراما أيضا؛ إذ اقترحت "جمعية الأحساء" مبررا "حكائيا"؛ لوجود هذه الحفلة؛ عبر بدء الليلة بمشهد تمثيلي، يجسد شخصية صاحب مقهى يحضر آلة تشغيل اسطوانات موسيقية (بشتختة) لجذب الزبائن؛ ومع أول أسطوانة.. بدأت أول فقرات الليلة الطربية الشرقاوية الثانية مساء السبت، مع الفنان عارف الزياني؛ في أول لقاء موسيقي مباشر مع الجمهور السعودي؛ مفتتحا ليلة الفن الخليجي بمقدمة "موَّالية": تقول: " جسمي معي غير أن الروح عندكمُ"؛ مغنيا أغنيتين على إيقاع الرومبا العدني (خلصت الكلام) و(يامن). في محاولة تخفيف الجرعة الطربية العالية لليلة الأولى والتي غلب عليها أغنيات الصوت إلى جانب غناء الفنان الأحسائي مطلق دخيل وصلة شعبية موفقة. ولأن ليلة الطرب هذه، أقيمت تحت اسم (صوت خليجي)؛ فإن الجمهور لم ينتظر كثيرا، حتى بدأ الفنان الشاب أيوب القطان غناء أولى "الأصوات" الطربية في (مرمر زماني) إلى جانب أغنية عدنية الإيقاع؛ غير أن الفقرة الأشد سحرا وتأثيرا في الجمهور جاءت من جوف عود وحنجرة المطرب المتخصص في فن الصوت الفنان البحريني راشد زويد؛ والذي يعد من آخر نجوم "الصوت" في الخليج رغم تهميش وإهمال مثل هذه التجربة والقوة الصوتية البارعة؛ حيث قدم الفنان القدير؛ أغنية "ياهلي ياهلي" لعبد الحليم وأغنية فصيحة أخرى من "أصوات" الفن العربي؛ وفق أسلوب فن الصوت القائم على تقطيع الزمن الإيقاعي بحرفة ودقة؛ "خارشا" عوده القديم ومصدرا أنغامَ صولوهات بطريقة أبهرت الجمهور العائلي السعيد. لينتهي الحفل مع الفنان يعقوب الجفال. من جهته وصف الفنان البحريني راشد زويد جمهور الطرب السعودي بكلمات مكثفة وموجزة، قائلا: إنه جمهور متذوق ومتفاعل.