رغم يقيني التام الذي لايخالطه ادنى شك في ان الإسلام اعطى المرأة حقوقها كاملة وحفظ كرامتها الا انني اؤمن بأن الخطأ كل الخطأ اتى منا نحن البشر فالخلل ليس بسبب الدين كما ينعق الغرب الآن بل من فشلنا في التعامل مع هذا العالم المتغير وعدم تمكننا من الموازنة بين الانفتاح القسري المتنامي على العالم مع المحافظة على هويتنا الإسلامية خاصة فيما يتعلق بالمرأة.. وهو مايشكل هاجساً مقلقاً لكثير من المحافظين.. كثيراً ما نسمع عبارات مثل: (المرأة لدينا معززة مكرمة) و(المرأة عندنا جوهرة ثمينة)... الى غير ذلك من الكلمات المستهلكة التي حفظناها عن ظهر قلب والتي تحكي في الواقع جزءاً من الحقيقة فقط.. فإذا كانت النساء لدينا كلهن معززات مكرمات وينعمن بحقوقهن كاملة فلم ظهرت حالات المرأة المعلقة وزواج المسيار الذي استغل فيه الرجال ظروف المرأة فجردوها من حقوقها كذلك الحجر عليها ومايسمى بزواج الشغار او الاحجام عن تزويجها من قبل ولي امرها طمعاً في الاستفادة من راتبها ناهيك عن الاستيلاء على هذا الراتب الذي هو ثمرة جهدها بدون وجه حق.. مع انحسار المجالات الوظيفية المناسبة لها والتي تراعي طبيعة مجتمعها وتحفظ لها كرامتها.. ايضاً ما قد تتعرض له الزوجة من ضرب مبرح على ايدي زوجها بدون ان تجد من ينصفها ويأخذ حقها وهذا ما استغله بعض الازواج الذين ماتت لديهم الرجولة الحقيقية فاتخذوا من المرأة لعبة بين ايديهم وقد تكون يتيمة لا اب لها او من اسرة يصم افرادها آذانهم لشكاوى من هذا النوع لاعتبارات ظالمة لامنطقية تتعلق بالعادات والتقاليد البائسة.. وقد يكون للتربية السلبية للفتاة - احياناً - اثر كبير في خضوعها للظلم وعدم قدرتها على دفعة عنها حيث تغذى منذ طفولتها على ان لا رأي لها ولا كيان.. حتى تتحول هذه المرأة الى مجرد ركام انساني جسد بلا روح وقد نزعت منه الارادة فلا كلمة له ولا رأي.. ان وجود رجال من نفس الفئة التي ذكرتها يمارسون على المرأة شتى صنوف القهر والاذلال لايعني بطبيعة الحال ان كل الرجال كذلك ولكن مجرد وجودهم.. وهذه حقيقة لا احد ينكرها - يتطلب منا ان نتكاتف جميعاً لكي نقضي على ممارسات كهذه.. ان كل فرد له الحق في العيش بأمان مع توفر كافة حقوقه المشروعة على اعتبار ان كل فرد هو حالة خاصة بغض النظر عن جنسه.. لذا علينا ان نعيد صياغة نظرتنا للمرأة اولاً قبل ان نعيد صياغة انظمتنا.. واعتبارها كائناً مستقلاً بذاته له حقوق مثلما عليه واجبات.. ونعمل على توعيتها من شتى النواحي وبث الثقة بنفسها وبمجتعمها بشكل يجعلها قادرة على مواجهة التيارات التي تحاول طمس هويتها بدلاً من الانجراف وراءها..