شهدت قرابة 17 محافظة يمنية تظاهرات حاشدة في جمعة أسميت "جمعة الدولة المدنية". وتظاهر مئات الآلاف للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي ومحاكمة قتلة المتظاهرين والمواطنين في تعز وأرحب وأبين. كما طالب المتظاهرون بدولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بالحقوق والواجبات. بينما أسمى أنصار الرئيس علي عبدالله صالح والذين تجمعوا في ميدان السبعين جمعتهم ب"الامتنان والعرفان لخادم الحرمين الشريفين وقيادة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة. وكان إطلاق الدولة المدنية على اسم جمعة أمس قد أثار حفيظة بعض القوى السلفية التابعة للشيخ عبدالمجيد الزنداني. واعترض أنصار في ساحة التغيير على الاسم واقترحوا إطلاق اسم "الدولة الإسلامية" كما تعاركوا مع بعض الشباب مساء الخميس في الساحة. واعتبروا في بيان لهم مصطلح الدولة المدنية معادية للإسلام. الى ذلك قتل وأصيب خمسة أشخاص في تجدد للقصف العشوائي لليوم العاشر على التوالي على مدينة تعز من قبل قوات الحرس الجمهوري. وقالت مصادر محلية ان ثلاثة أشخاص أصيبوا جرى قصف حي الروضة فيما قتل مدير امن مديرية شرعب الرونه واثنان من مرافقيه كما جرح سبعة اخرون بينهم اربعة من المهاجمين في كمين نصبه مسلحون مناهضون للنظام. ويسمع دوي انفجارات بشكل يومي في كل شارع الستين شمال المدينة وحي المسبح والحوبان وغيرها من المناطق .وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت مساء الخميس بين قوات النظام ومسلحين في حي المسبح بالقرب من شارع جمال على خلفية محاولة القوات الحكومية استحداث نقطة عسكرية في ذات المكان، غير أن تدخل المواطنين حال دون ذلك وأجبر القوات على الانسحاب. واعلن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في بيان له ان قوات الحرس الجمهوري تستخدم الاسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية في قصفها للأحياء السكنية وتحويل مستشفى الثورة الى ثكنة عسكرية .وقال المركز يصعب على المنظمات الحقوقية القيام بالرصد الدقيق لعدد الضحايا وأنواع الإصابات نظرا لتعدد أماكن الضرب العنيف بشكل عشوائي في أحياء المدينة والقرى المحيطة بها .وحذر المركز في بيانه من كارثة إنسانية حقيقية بسبب انقطاع المياه منذ شهرين ونصف وعودة انقطاعات الكهرباء لفترات طويلة تصل الى ايام متتالية مع شح بالمواد الغذائية ونشر حالة من الرعب عبر تسليح عدد واسع من الموالين للنظام ونشر الفوضى في البلاد. وقال المركز :"مع استمرار القصف والانفلات الامني وفشل جهود اعيان تعز في وقف القصف وحماية المواطنين تبدو محافظة تعز مرشحة للانزلاق اكثر نحو هاوية العنف الامر الذي يحتم على كل القوى السياسية والشخصيات العامة والجهات الدولية التدخل السريع لوقف هذا السيناريو الذي تقوده القوات العسكرية عبر اغراق البلاد في اتون حرب اهلية واضحة وجر تعز لدفع ثمن باهظ ومعاقبتها على قيادتها للشارع اليمني الذي طالب بالتغيير والحرية والعدالة." وناشد المركز الجميع لتحمل مسؤولياته فورا والعمل على اخراج المعسكرات من المدينة ووقف استهداف الاحياء والقرى ووقف قمع المتظاهرين ووقف التسليح الذي يراد منه اعطاء صورة بان المدينة تعيش اشتباكات متبادلة للتعمية والتغطية على الاعتداء المبرمج والمنظم من قبل القوات العسكرية على المواطنين والتي تأتي مصحوبة بحملة اعلامية ضد تعز قائمة على عداء مناطقي وعنصري غير مسبوق وذلك من شانها تأجيج الصراع وخلق مناخ من العدائية المقيتة. كما دعا المركز الى الوقوف" ضد هذه الحملة الكارثية التي تتعرض لها تعز والوقوف ضد حملة الكراهية وثقافة الحقد التي خرجت بها للاسف قيادات امنية رفيعة وعسكرية على تعز والتي قد تقود اليمن كلها الى دائرة مخيفة من العنف والتجزئة."كما أهاب بالجميع الان عدم السكوت على ما يحدث لتعز من ابادة حقيقية وحملة غير مسبوقة من حملات الكراهية والحقد والذي تهدف في اخر المطاف الى جر كل الوطن اليمني الى دوامة العنف والصراعات المحلية ، وان السكوت عما يجري في تعز هو اسهام حقيقي من الصامتين ضد الحق والعدل ويبقى الصمت موقف لصالح الظلم الذي يجب ان لا يسكت عنه احد ودعم لجنون حقيقي يقود الوطن كله الى الكارثة ، حسب تعبير البيان.