هل يستطيع الناقد الخلوص من سطوة فكرة ما عند نقده للنص؟ وهل يستطيع القارئ من جانب آخر اكتشاف مدى حيادية الناقد؟ الأديب الدكتور محمد بن مريسي الحارثي، شبه هذه الحيادية بالغول والعنقاء والخل الوفي.. إذ لا يمكن تحققها بشكل كامل تماما، وبأنها تظل نسبية من ناقد إلى آخر.. ومن منهج نقدي إلى منهج. وقال د. الحارثي: من المناهج النقدية ما يساعد الناقد على الحيادية إلى حد كبير، إلا أن هناك منها ما لا يمكن أن يكون قابلا للحيدة، فعلى سبيل المثال متى ما أراد الناقد أن ينقد نصا من جانب لغوي مستخدما منهجا بنيويا، فهذا مما سيساعده على تحقيق قدر كبير وعال من الحيادية لأسباب من أهمها أنه يقرأ اللغة باللغة، مما يمكنه من الحيادية بشكل كبير. وأضاف د. ابن مريسي، بأنه مهما تنوعت المناهج النقدية، إلا أنه لا يمنع من القول بتسرب الذاتية عبر مسالك خلفيات لقراءات سابقة قبل النص المنقود، مما يجعلها تسقط على قراءة الناقد للنص الجديد.. معللا ذلك بوجود مناهج نقدية مختلفة تشكل بخلفياتها ما يشبه الانتماءات النقدية، والتي على الناقد التنبه لها خلال اشتغاله بالنصوص مراعيا المشتركات مع القراء الآخرين. وعن مدى اكتشاف القارئ لحيادية الناقد، قال د. الحارثي: ربما قدم الناقد مبرراته عبر المستويات الخاصة بالنص المعرفي منها والأدائي، إلا أن نوعية القارئ بين قارئ هاو.. وآخر ممتهن للقراءة.. تصنع فارقا كبيرا في اكتشاف حيدة الناقد.