بدأت الأندية السعودية تستعد لشد الرحال إلى معسكراتها الإعدادية الخارجية والداخلية استعدادا للموسم الرياضي المقبل بعد أن انشغلت إدارات الأندية خلال فترة الصيف بالتعاقدات والسعي إلى التوقيع مع لاعبين أجانب ومدربين يشرفون على الأجهزة الفنية في الأندية السعودية، فيما أطلقت العديد من إدارات الأندية السعودية وعودا كثيرة لجماهير أنديتها كما هو معتاد قبل بداية كل موسم رياضي بأنها ستتلافى أخطاء الماضي وتراهن على تميز صفقاتها للاعبين الأجانب والمدربين، وما يلبث أن ينتصف الموسم إلا وتتكرر الأسطوانة المعتادة بعد نهاية أكثر من جولة ببطولة الدوري من خلال إقالة المدربين وإلغاء عقود الأجانب كما حصل في المواسم الماضية من دون أن يمنحوا الفرصة الكافية لإثبات أنفسهم وتقديم المستوى المرضي، ولتبدأ بعد ذلك رحلة البحث من جديد عن مدرب قادم أو لاعب أجنبي يرضي طموحات المتابعين حيث أصبح هذا الأمر مسلسلا تعودت على متابعته الجماهير الرياضية كل موسم مما يدل على وجود خلل واضح في عمل إدارات الأندية السعودية. وعلى الرغم من هذه الإشكالية الواضحة التي باتت تهدد سمعة الأندية السعودية خارجيا وتسببت في رفض العديد من اللاعبين والمدربين للعروض المقدمة من الأندية السعودية بحجة انها اشتهرت بإقالة المدربين والغاء عقود المحترفين الاجانب إلا أن بعض الأندية السعودية أبرمت عقودا طويلة مع لاعبين أجانب خلال الفترة الماضية تستمر لأكثر من ثلاث وأربع سنوات كما حصل في تعاقد الهلال مؤخرا مع المهاجم المغربي يوسف العربي الذي وقع عقدا مع الهلال لأربع سنوات مقبلة في مغامرة من الادارة الهلالية التي لا تضمن نجاح اللاعب من فشله ومدى تأقلمه مع الفريق والكرة السعودية؛ فيما تلوح في الأفق أزمة جديدة قد يعاني منها فريق الاتحاد الذي تنتظره مشاركة اسيوية مهمة في دور الثمانية من بطولة دوري أبطال اسيا 2011 م حيث تواترت بعض الأنباء حول رفض المدرب البلجيكي ديمتري العودة لقيادة الفريق فنيا الموسم المقبل وعدم حل هذه الأشكالية من قبل ادارة الاتحاد بقيادة الرئيس الجديد محمد بن داخل إما بضمان عودة البلجيكي ديمتري أو التعاقد مع جهاز فني جديد خصوصا ان الوقت يعتبر ضيقا بالنسبة لهم فمباراة الفريق أمام سيول الكوري في دور الثمانية من بطولة دوري أبطال اسيا لم يتبق عليها سوى فترة بسيطة مما قد يسبب احراجا كبيرا للإدارة الاتحادية أمام أنصار الفريق الاتحادي. كما ستعاني جميع الاندية من سوء الاعداد للموسم المقبل وذلك بعد ان انهت اطول موسم رياضي في تاريخ الكرة السعودية الذي تسبب بارهاق اللاعبين واصابة العديد منهم مما حرمهم من المشاركة مع المنتخب السعودي بعد ابعاد ياسر القحطاني ومختار فلاتة ومهند عسيري واحمد الفريدي وسعود كريري ومحمد الشلهوب من المعسكر الاعدادي الحالي استعدادا لمباراة هونج كونج ضمن مباريات التصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال كأس العالم 2014 م بالبرازيل، فيما ستعود التدريبات للأندية في منتصف الشهر الحالي حيث ستنخرط الاندية في معسكرات اعدادية قصيرة لمدة اسبوعين لتكمل تدريباتها في شهر رمضان المقبل في مقرات أنديتها مما يعطي دلالة واضحة على ان استعدادات الاندية للموسم المقبل لن تكون كافية بالشكل المطلوب وستتسبب في عدم ظهور الاندية بمستويات جيدة ومرضية لطموحات المتابعين لمنافسات البطولات السعودية.