نفت حركة "النهضة" الإسلامية التونسية أن تكون تراجعت عن قرارها بالانسحاب من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي، وذلك خلافا لم ذكرته بعض وسائل الإعلام التونسية. وأكدت الحركة في بيان حمل توقيع رئيسها الشيخ راشد الغنوشي تلقت يونايتد برس انترناشونال صباح امس الخميس نسخة منه ، "مواصلة الانسحاب من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة إلى حين توفر الشروط الضامنة لإنجازها للمهام الموكولة إليها في تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي". وأضافت في بيانها أن هذا الانسحاب سيتواصل إلى حين توفر الشروط الضامنة لحماية الهيئة المذكورة "من كل انحراف وعدم تحولها إلى هيئة تنتحل صفة مؤسسة تشريعية منتخبة تمارس الوصاية على الشعب وتصادر حقه في صياغة دستور يمثل مرجعية عليا للقوانين المنظمة للحياة السياسية". وكانت أنباء ترددت أمس مفادها ان حركة "النهضة" تراجعت عن قرار انسحابها من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة في أعقاب وساطة قام بها القاضي التونسي مختار اليحياوي. وكانت الحركة الإسلامية أعلنت في السابع والعشرين من الشهر الماضي انسحابها النهائي من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة التي وصفها الشيخ راشد الغنوشي بأنها " لا تمتلك الشرعية الشعبية". ومن جهة أخرى، أكدت حركة "النهضة" في بيانها رفضها لمنطق القطيعة، والتمسك بالوفاق وبالعمل الجماعي، والحرص على مراجعة وتعزيز تركيبة الهيئة المذكورة بما يجعلها أكثر توازنا. وفي شأن آخر استنكرت نقابة الصحفيين في تونس بشدة امس ما وصفته بأنه اهانة وجهها رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي لصحفية من التلفزيون وعبرت عن خشيتها من الالتفاف على حرية الاعلام الهشة في البلاد. وكان السبسي رفض الاجابة على سؤال لمبعوثة قسم الاخبار في التلفزيون وخاطبها بتهكم قائلا "كم عمرك" قبل ان يعبر عن انتقاده لطريقة التعامل مع الاخبار في التلفزيون الحكومي. وهذه اول مرة توجه فيها نقابة الصحفيين نقدها لمسؤول كبير في الحكومة في رد فعل مباشر على تعامل السبسي مع صحفية قسم الاخبار. وقال بيان لنقابة الصحفيين ان "الأحداث التي تعرض خلالها الصحفيون إلى الإهانة والإذلال تتالت في الايام الاخيرة. لعل آخر هذه الممارسات ما تعرضت له إحدى الزميلات من التلفزة الوطنية خلال تغطيتها لقاء الوزير الأول في الحكومة المؤقتة مع أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة من استهانة بها وبصفتها". وعلى صفحات الفيسبوك سرعان ما انتشر هذا الفيديو المثير للجدل. ووجه مشتركون وصحفيون نقدا لاذعا لرئيس الوزراء بينما عبر اخرون عن مساندتهم لزملائهم في التلفزيون. ووضع اخرون صورا للسبسي كتب عليها "متى سترحل" و"ارحل". اما النقيب السابق للصحفيين ناجي البغوري وعضو هيئة اصلاح الاعلام فقال "ليست هذه المرة الاولى التي يهين فيه الوزير الاول الصحفيين. لم يتعود الوزير الاول ولم تتعود الحكومة على التعايش مع صحافة حرة." واضاف "المفروض ان الحكومة اول طرف تقبل بصحافة حرة. للاسف ثبت انه لا جود لطرف يعترف بصحافة حرة. الكل يريد صحافة تابعة".