تعود المتابع الرياضي أن معظم الأندية هي من ترهق نفسها للبحث عن البطولات بأي طريقة كانت.. وتعود أيضا أن تتولد لديها القناعة الكاملة عندما تفوز ببطولة واحدة بين عام وآخر كون ذلك كافياً لإسكات جماهيرها بل إنه ربما يكون أقصى طموحاتها والغاية التي تبحث عنها عكس الهلاليين الذين تعودوا أن الإنجازات هي من تأتيهم طواعية لتوفر كل عوامل النجاح التي تجذبها باتجاههم وتجعلها على علاقة دائمة معهم أينما حلوا وحيثما ارتحلوا ،وعلى هذا الأساس لقب فريقهم الكروي (بعاشق الكؤوس) فضلاً عن الألقاب الأخرى التي استحقها عن جدارة وأضاف عليها كأس سمو ولي العهد يوم الجمعة الماضي بعد تنافس وتحد كبيرين مع القادسية الذي هو الآخر استحق أن يكون منافس الأزرق في النهائي الكبير. ٭ في بداية علاقته مع البطولات كان خصمه الوحدة وجاء بعده الاتحاد والأهلي ثم الشباب وانضم النصر إلى القائمة وتلاه الاتفاق ومعه الرياض واخيراً القادسية وبقي الهلال يتفنن في إهداء الذهب لجماهيره تارة ببطولة محلية وأخرى بإنجاز خارجي يليق باسمه ويتواكب مع مكانته.. خلال فترة قصيرة (وهذا قد لا يفعله فريق آخر) قدم لجماهيره التي تعد وقوده الحقيقي وورقته الرابحة في كل مناسبة بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد ثم كأس التضامن لمكافحة الإرهاب أصر على أن تكون (ثلاثية) بكأس ولي العهد.. على ماذا يدل ذلك..؟ بكل تأكيد على التمرس الهلالي في حصد الإنجازات ثم روح الأسرة الواحدة التي تأسست على يد شيخ الرياضيين الأستاذ عبدالرحمن بن سعيد وسار عليها بقية رجالات الزعيم إدارات وأعضاء شرف وجماهير ونجوماً ليأتي دور الإدارة الحالية برئاسة الأمير محمد بن فيصل في السير على دروب البطولات بفكر جديد وهمة عالية وعمل متميز وعلاقات مثالية مع الآخرين.. لم تغلق أبواب النادي في وجه جماهيره ولم تغضب من تصريح عضو شرف أو ردة فعل مشجع واجتهاد إعلامي.. تحترم كل الانتقادات.. لاتقدم التبريرات من اجل الخروج من مأزق الوعود الوهمية ولكنها تفعل ذلك بالأدلة والبراهين حتى اصبح المشجع الهلالي يثق بها اكثر من أي وقت مضى.. لم تتهجم على الخصم أو تطعن بنزاهة الحكم وتسيء للأندية الأخرى ،بل كانت تحث الجميع على الالتزام بالأخلاق الرياضية وتدعو إلى التفاعل مع التنافس كالذي فعلته قبل لقاء فريقها الماضي أمام منافسه النصر عندما طالبت الجماهير الصفراء بالحضور إلى جانب جماهير فريقها كبادرة إيجابية هي الأولى من نوعها بهدف جذب الجماهير إلى الملاعب والرفع من المستوى الفني للمباريات بغض النظر عن ميولها. ٭ الهلال يختلف الكثير حوله وتتعدد الآراء داخل أروقته ولكن الجميع يتفقون على انه الفريق الذي ولد في منصات التتويج وتأسس وهو ينتمي إلى عائلة الأبطال ويعود الفضل بعد توفيق الله إلى شيخ الرياضيين الأستاذ عبد الرحمن بن سعيد الذي آن له الأوان أن يفرح اكثر من أي وقت مضى فغرسه الذي رعاه وناديه الذي واجه من اجله اشد الظروف هاهو يستمر في حصد النجاح تلو النجاح ويُعد الأشهر في قارة آسيا.. لم تتوقف بطولاته داخل الحدود فقط ولكنه تجاوز ذلك إلى إن يتوج بطلا للخليج والعرب وآسيا كحالة فريدة بين الأندية وكم تمنينا أن يكون ذلك حافزاً للبقية لمنافسته بكل ما هو جميل لأن فيه انعكاساً إيجابياً لصالح الرياضة السعودية وليس كرة القدم فقط. ٭ استمرار تميز الهلال الذي دائما يسرق الأنظار لا يبعدنا عن الحديث عن القادسية فهذا الفريق يجب أن يفتخر به كل منتم إليه ،ورغم عدم حصوله على أي بطولة خلال العام الحالي إلا انه قدم أنموذجاً راقياً في العمل والكفاح والتضحية وكان أحد الأندية التي لفتت الأنظار بتألق مدربه ونجومه وإذا ما سار على هذا العمل المنظم فإنه عائد لامحالة إلى ساحة الأمجاد التي تليق به، ويكفيه فخراً أنه أحد الأندية السعودية التي ستشارك في البطولات الخارجية المقبلة. للكلام بقية ٭ الهلال أنصار غيره يتعاطون حبوب الضغط والسكر أما عشاقه فهم يتعاطون الفرح والاحتفاء بالبطولات بين مناسبة وأخرى.. ٭ من أسباب نجاح الهلاليين انهم ينشغلون بالبحث الدائم عن سلك الطرق الكفيلة بتفوقهم اما غيرهم فهو يشغل نفسه بالآخرين ويضيع وقته بالتقليل من الإنجازات الزرقاء !! ٭ قدم الإيطالي روبيرتو في نهائي الكأس محاضرة قيمة في الصرامة وتطبيق القانون وليت بعض حكامنا يستفيدون منها حتى يستعيد الحكم السعودي هيبته التي فقدها وغيبته عن النهائيات المحلية العام المنصرم والسنة الحالية!! ٭ اكثر من يتكلم عن تجربة الحكم الأجنبي في ملاعبنا ويطالب بايقافها هم أولئك الحكام الذين فشلوا وتم إيقافهم من اتحاد الكرة فياليتهم يوفرون النصائح لأنفسهم!! [email protected]