الدعم السخي الذي حظيت به الأندية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – أيده الله – إضافة إلى ما قامت به وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية.. لا تزال محل اهتمام النخب الثقافية والمهتمين بالشأن الأدبي في مشهدنا المحلي.. حيث يتطلعون في ظل الدعم السخي .. وعبر ما تقوم به الوكالة من متابعة انتخابات الأندية الأدبية إلى مرحلة يعقدون الآمال بعد الله عليها في أن تكون ذات نقلة نوعية للارتقاء بالفعل الثقافي بمختلف مساراته الأدبية والثقافية.. و(ثقافة اليوم) تستطلع مع القاص محمد البشير بعض انطباعاته تجاه هذه الجوانب. *من خلال التعديلات الجديدة في لوائح وأنظمة الأندية الأدبية هل نستطيع القول بأن الوزارة لعبت دورا حيويا في رصد مواضع الخلل في اللوائح القديمة بما يواكب مرحلة جديدة قادمة لهذه المؤسسات ؟ - هناك تعديلات تمت في لوائح وأنظمة الأندية الأدبية، ولعل من أبرز حسنات هذه التعديلات يتمثل - في رأيي - إيضاح ما كان مبهماً وتقييد ما كان مطلقاً، لكني هنا آمل بأن لا يغلق باب التعديلات ، لأن القرارات يتضح جدواها عند التطبيق والتداول ، ولكون هذه التعديلات هي ما ستجده مجالس الأندية في أشكال تعاملها وتطبيقاتها لهذه الأنظمة واللوائح.. وخاصة – أيضا - عندما نعلم أننا بدأنا وما نزال مقبلين على مرحلة جديدة وهي مرحلة الانتخابات ، ومن هنا أؤكد على أن هذه المرحلة بحاجة إلى تماش ما بين الانتخاب والتعديل لما هو أصلح للفعل الثقافي الذي ننشده. ولعلي أشير هنا إلى إن من عيوب المرحلة السابقة، هو تعطيل بعض اللوائح والأنظمة ، فاللائحة القديمة لم تخل من المجالس العمومية ، ولكنها ليست مفعلة بشكل مرض على أرض الواقع ، ومن هنا فالعيب الذي قد نجده في تلك المرحلة لا يقتصر على اللوائح والأنظمة .. وإنما ينسحب على من يطبقها، ومدى جدية مجالس الإدارات في تطبيق الأنظمة واللوائح إن لم نتجاوز ونقول: مدى مقدرتهم على القراءة والفهم ، وإن كنت أرى المواقع الإدارية التنفيذية في رأيي حق لمن هو مختص في الإدارة والقانون، مع مساهمة الأدباء في هذا الجانب ولكن دون أن يستأثر العمل الإداري البحت بوقتهم واهتماماتهم، ليبقى وبقاء القرار الأخير بأيديهم ، فالأديب والمثقف ليس له من الوقت ، وكد الجهد والذهن في مراجعة لوائح ، ومتابعة إنجازات ومعاملات ، فهذه الأمور أتصور أنها تصرف المشتغل بالجانب الإبداعي عن هدفه، وتصرفه عن إبداعه الذي عليه أن ينجزه . وأقول عبر هذا الحوار: لا شك أن المرحلة القادمة أجمل - بإذن الله - وإن كنت أتكهن تعثراً في بداية المرحلة ، وهذا أمر طبعي ويأتي كضريبة لكل تجربة جديدة ، فثقافة الانتخاب لم نألفها بعد ، وربما كان – أيضا - لبعض المثقفين سمة التشدق والتفيقه والتنظير.. إلا أننا عند التطبيق نراه آخر الركب تفاعلا مع التجديد.. والبعض الآخر ربما روح المبادرة لديه تجاه الجديد أقل حماساً.. وربما البعض لا يزال ينتظر مسير القافلة ليلحق بآخر الركب. * يعيد بعض رؤساء مجالس الأندية الأدبية الثقافية تدني مستوى الأداء في المناشط خلال الفترة الماضية إلى الجوانب المالية.. فكيف تقرأ مستقبل مناشط الأندية في ظل الدعم السخي؟ - قلة الميزانية أسطوانة مشروخة، وهذا ما يمكن اعتباره بمثابة الإسكات لهذه المبررات في هذا العام، فلقد جاء هذا الدعم بمثابة الفرصة الذهبية لعشر سنوات قادمة.. وعند النظر خلال هذه الفترة فيما يقدم بعد الدعم يجدنا لا نزال في مرحلة ترقب لما ستترجم به الأندية هذا الدعم من أنشطة تبرهن على استثماره كما هو المأمول والمنشود منها القيام به.