تعاني أكثر من (1000) طالبة جامعية ضمن قطاع تعليم محافظة «الأسياح»، من بُعد المسافة بينهن وبين بريدة التي تحتضن الجامعة، مؤملين باستحداث كلية قريبة من المنطقة، حتى لا تتكرر المعاناة في كل عام دراسي. حرمان من الاختبار «آمال» قد تكون هنا في قلب «الأسياح» أو في «السعيرة» أو «البعيثة» أو «طراق قبه»، ضمن محيط قطاع تعليم الأسياح (170 كم) عن بريدة، تضبط ساعتها يومياً عند الثالثة فجراً، توقظ ولي أمرها بعد أن ترشق وجهها ببضع قطرات من الماء البارد، حتى يأخذها إلى أقرب مركز أو مدينة تتجمع فيها الطالبات قبل أذان الفجر، يصطففن مثل «علب» الصفيح، وينطلق بهن سائق لا يزال يغالب سلطان النوم الجائر، بل ويجاهد فوضى المرور الصباحية، بعد أن تؤكد هي على ولي أمرها كالعادة أن يبقي «جواله» مفتوحاً، وذلك لكي تتمكن من الاتصال به في حال توقفت الحافلة في إحدى المناطق الصحراوية، حيث إن الطالبات أنفسهن يستنجدن بأولياء أمورهن للحضور وأخذهن إمّا إلى الجامعة، أو العودة بهن إلى المنزل، وقد ترتب على ذلك حرمان بعضهن من حضور الاختبارات. وقوف على الأقدام في العام الدراسي المنصرم بلغت إحصائية مدارس قطاع تعليم الأسياح (9500) يتقاسمه الطلبة والطالبات، نسبة كبيرة منهن على أعتاب الدراسة الجامعية، وقد يرتفع عدد المترددات إلى فلك الألفين طالبة، في غضون فترة قصيرة سنحتاج إلى تسيير ما بين (30 - 35) حافلة، تتحرك يومياً من الأسياح إلى بريدة، على اعتبار أن البقية تلجأ كما هو حاصل الآن إلى تأجير وسائل نقل خاصة أو الإقامة مؤقتاً في بريدة، هذا إذا كانت قد تم حل مشكلة نقص الحافلات في الأعوام السابقة، عندما كان يركب في بعض الحافلات (50) راكباً -أكثر من العدد المحدد-، فيضطر بعضهن إلى قطع المسافة وقوفاً على الأقدام؛ لعدم وجود مقاعد، إلى جانب عدم وجود تكييف أحياناً أو شبابيك جانبية. .. وهنا حافلة أخرى تشتبك مع شاحنة على الطريق أعطال في الصحراء وخلال السنوات الماضية كانت قد تكررت بعض الأعطال في عرض الصحراء بين عطل فني أو نفاذ وقود أثناء ركوب الطالبات، بل وتكررت كذلك حوادث اصطدام تسببت في إدخال بعضهن مستشفيات بريدة. ينتظرون مع بناتهم وفي شتاء العام الماضي علمت «الرياض» أن بعض جماعات المساجد في بعض المراكز استنكروا على بعض الغرباء، تظهر عليهم سمات الخير والصلاح، لكنهم لا يؤدون صلاة الفجر في المسجد مع الجماعة، أو يصلونها متأخرين، وقد زال اللبس بعد علمهم أن هؤلاء ممن ذهبوا ببناتهم في انتظار وصول حافلة النقل، ولا يستطيعون تركهن في العراء تحت البرد والمطر وأخطار ظلمة الليل. كارثة مرورية ويراود الأمل الطالبات بأن تكون عودتهن داخل أحضان كليتهن الموعودة، خصوصاً أن الأمر قد يحسم من خلال جلسة مجلس التعليم العالي، والمتوقع خلال الأسابيع القادمة، كذلك يأمل أولياء الأمور ألا نبقى ننتظر كارثة مرورية نفقد فيها العديد من الأرواح حتى نصحو!.