يعانى سكان القريتين المتجاورتين «الجعدية» و»الحلحلة» بأحد المسارحة (50 كم) شرق جازان غياب الخدمات، وكذلك عدم تجاوب الجهات المعنية لمطالبهم، إلى جانب الخطر الذي يحدق بهم من كل جانب؛ بسبب وضع الحزام الدائري الغربي لقرية «الجعدية» بشكل أعلى من منازل الساكنين، ومن دون تصريف لمياه الأمطار، ما جعل المنازل وساكنيها يعيشون في عزله تامة وسط برك من الماء والوحل. وقال «علي داود»تربوي: إنهم مدفونون في مبان «خرسانية»، بل ويتشاركون عذاب الانتظار الدائم داخل المنازل في موسم الأمطار؛ لكثافة تجمع المياه التي تمنعهم من الخروج إلى أعمالهم. وذكر «عناد مباركي» أن شوارع القريتين من دون «سفلتة» ولا أرصفة، بل ولا إنارة، فضلا عن انعدام النظافة العامة، ما جعل النفايات المتراكمة تشكل خطراً على صحة الأبرياء. وأوضح المواطن «أحمد الراجحي» أن ارتفاع الحزام بهذا الشكل الكبير بات يهدد حياته وحياة أسرته، مضيفاً أن الخوف جعل بعض المواطنين يجهزوا منازلهم بوسائل للطوارئ بآلات شفط «مواطير». واتهم: داود محزري، وعبده محزري، وأحمد واصلي، وموسى حامضي، وحسن غلفان، وعماد مباركي، وعلي محزري، بلدية المسارحة بالقصور الصريح والواضح، وقالوا إن موظفيها اعتادوا ترديد مبررات وأقاويل لا صحة لها، موضحين أنه بعد شكواهم تم تشكيل لجنة من الإمارة والبلدية والجهات الأخرى، للوقوف على صلب المعاناة، لكن ما حدث هو وصول اللجنة بالفعل، واكتفت بالإشارة بأناملها إلى مكان الخلل والقصور، ثم انصرفت بلا رجعة!. النفايات متناثرة بشكل عشوائي وفي السياق ذاته قالت «أماني» 18 عاماً: أكملت دراستي في المرحلة الابتدائية في «الجعدية» والمتوسطة في القرية المجاورة، مع معاناة مع المواصلات حتى الصف الأول ثانوي، بعدها مكثت في المنزل ما يقارب (4) سنوات، متمنية توفير مدرسة متوسطة وثانوية، أو وسائل نقل «باصات». أما «منال» فتحدثت قائلة: إنها أنهت تعليمها الابتدائي في مدرسة الابتدائية بالجعدية بتقدير ممتاز على مرتبة الشرف، وكانت تحلم أن تصبح دكتورة أطفال، مبينة أن حلمها توقف لعدم وجود مدرسة متوسطة، متمنية أن يصل صوتها للمسؤولين. وذكرت «حنينة» -45 عاماً- أن القرية تمتاز بالأرض الخصبة والمحاصيل الزراعية، إلى جانب كثرة المستنقعات التي تكثر فيها الحشرات والبعوض، مطالبة بوجود رش دائم من قبل البلدية، حتى لا يتأثر أبناؤها بالحشرات المؤذية. وقالت «شقراء»: نريد من شركات الاتصالات أن تمنحنا خطوطاً هاتفية حتى نتواصل مع الآخرين؛ لأن أسعار الهواتف النقالة مكلفة جداًّ. وأوضح الشيخ «داود محزري» - شيخ قبيلة المحازرة: إن لديهم عدة مطالبات لدى الجهات المعنية في أمانة المنطقة وإمارة جازان تتشكل في منع الخطر عن الساكنين، إلى جانب توفير الخدمات الأساسية ل «الجعدية» و»الحلحلة» كقريناتها من قرى المملكة، إلاّ أن تلك المطالب لم تحظ بأي تجاوب حتى الآن. من جهته قال «م. عبدالرحمن الساحلي» - الناطق الإعلامي بأمانة جازان - أن البلدية نفذت مؤخراً عدداً من المشروعات في قريتي «الجعدية» و»الحلحلة»، منها سفلتة طريق دائري بقرية الجعدية بعرض (30 م) وطول (4 كم)، وسفلتة طريق دائري بقرية الحلحلة بعرض (30م) وطول (2.5 كم)، مضيفاً أن أعمال النظافة والرش تتم بصفة دورية وفق البرنامج المعد لذلك، إلاّ أن هذه القرى يوجد بها ما يقارب ال (65) «زريبة» مواشي، ذاكراً أن البلدية تسعى لإخراجها خارج الكتلة السكنية، مشيراً إلى أنه بالنسبة للطريق الدائري ودرء أخطار السيول، فقد تم وفق دراسة فنية مناسبة كان الهدف من ارتفاعها من الجهة الشمالية والغربية للقرية، حمايتها من خطر السيول، لكونها ملاصقة للوادي مباشرة، أما الجهتين الجنوبية والشرقية فهي ذات منسوب منخفض وبالإمكان التصريف السطحي.