نستطيع بكل فخر واعتزاز، أن نطلق على هذا العصر الذي نعيشه في المملكة، بالعصر الذهبي، إذ كل جانب من جوانب الحياة فيه، نال نصيبه من الدعم الكبير الذي سخرته القيادة الرشيدة دون منة، فالدولة- حرسها الله- تبذل جهودًا جبارة في سبيل توفير سبل الأمن والراحة للمواطن الكريم، وتعمل على مواكبة تطورات العصر، وتحث الجهات المسؤولة بتحمل المسؤولية وأداء الأمانة بكل تفان وإخلاص، والجميع شاهد على هذه القفزات التطويرية المتلاحقة التي تشهدها مدن المملكة ، ومدينة الرياض على وجه الخصوص، باعتبارها (العاصمة) ، وبغض النظر عن السلبيات التي انكشفت للعيان في جدةوالرياض مؤخراً ، جراء ظروف مناخية ، إلا أن ثمة من أثبت من المسؤولين تحمله المسؤولية بتبعاتها ، وطفق يعمل بمهنية عالية لتفادي تكرار ذلك. أعتقد أن سكان أحياء (الفلاح، الوادي، الندى) في شمال الرياض،بل أهالي الرياض أجمع، بات يؤرقهم موضوع تقاطع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الجنوبي الغربي بشكله الحالي(الدوار)، بما يشكله من زحام لا يطاق، ساهم في التعطيل والتأخير وخلق مشاكل عدة للمرور وأصحاب السيارات، لا سيما بعد انتقال بعض طالبات جامعة الإمام من (النفل والبطحاء والملز) إلى مدينة الملك عبدالله للطالبات المفتتحة مؤخراً، داخل جامعة الإمام، فإذا كان هذا وضع الدوار في هذه الحالة، فكيف به إذا اكتمل عقد انتقال كل الطالبات وأغلقت المراكز التي أشرت إليها؟! وكيف به، إذا اكتمل عقد انتقال طالبات جامعة الأميرة نورة للمبنى الجديد ؟! لا شك أن الجميع في زنقة، ما بعدها زنقة!، قد يبذل المسؤول جهداً يحفظ له عندما يترجل من عمله؛ لكن قد يغيب عن هذا المسؤول بعض الأمور ، التي يحتاج من المواطن التنويه والتنبيه عنها، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بمدينة كالرياض، نؤمن إيماناً كاملاً أنه عندما نسوق ملاحظة ما على قطاع من القطاعات الخدمية الحكومية؛ لا يعني بالضرورة اتهام هذا المسؤول أو ذاك، بقدر ما هو تذكير وتنبيه لإيصال معلومة ،قد تكون خافية وسط هذا الزخم من المشاريع. هذا التقاطع الذي صار دواراً لم يحل المشكلة ، نعم استطاع أن يقضي على مشكلة الحوادث المؤلمة التي كانت تحدث قبل أن يكون، والذي بسببه كنا نطالب به من قبل في حينه، بواسطة هذه الجريدة المقرؤوة، ولكن تولدت هذه الأيام مشكلة الزحام غير المطاق، وخاصة في أوقات الذروة، وقد كنت شاهداً مباشراً لهذه المشكلة. في الواقع ليس أمام الجهة المسؤولة، غير حل واحد لهذا التقاطع، إما جعله نفقاً، أو جسراً، كحل جذري لهذه المشكلة ، وهذه المشكلة برمتها ملقاة على عاتق، أمانة مدينة الرياض ، ولا بد أن يكون لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإدارة مرور الرياض، دور إيجابي في ذلك، في المطالبة بسرعة تنفيذه على النحو الكفيل بالقضاء على جذر المشكلة برمتها. سكان الأحياء التي ذكرتها، شهود عيان على تفاقم مشكلة هذا التقاطع بشكله الحالي، وهي بازدياد مطرد مخيف. عندما يتم انتقال جميع طالبات جامعة الإمام من الكليات المتفرقة في (الملز والبطحاء والنفل )إلى حرم هذه الجامعة، وانتقال جميع كليات جامعة الأميرة نورة لمقرها الجديد، ليتخيل الجميع مدى عظم هذه المشكلة إن بقي هذا التقاطع على وضعه الحالي( الدائري)!! الجميع يحدوهم الأمل بأن تسارع أمانة مدينة الرياض مشكورة، بالالتفات الجاد لهذا التقاطع، وتطمئن الجميع بما ستفعل إزاءه، وعلى جامعة الإمام وإدارة المرور، التحرك السريع في هذا الإطار وعدم الصمت، فالمصلحة العامة تقتضي ذلك. الدولة ولله الحمد بألف خير، وأمانة مدينة الرياض تقوم بجهد كبير ومشهود، في زخرفة الشوارع والطرقات هنا وهناك، أليس هذا التقاطع يعد من البنى التحتية الضرورية، جدير باهتمامها؟ ويصبح من أولوياتها؟ بلى والله. كيف لا؟! وهذا التقاطع بشكله الدوار، يشكل شبحاً وهاجساً لأهالي مدينة الرياض القاصدين لجامعة الإمام وجامعة الأميرة نورة، فضلاً عن أحياء الفلاح والوادي والندى، بما يسببه لهم من قلق وإزعاج وعرقلة لشؤون حياتهم اليومية، لا سيما في أوقات الدراسة، وما قلته حول هذا التقاطع ينسحب على تقاطع طريق عثمان بن عفان مع التخصصي، فكلاهما محتاج لنفق أو جسر يحل المشكلة المرورية التي تزداد اختناقاً.