اضطرابات الرُهاب *أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاماً ومنذ سنوات طويلة لدّي رُهاب من أشياء كثيرة ، منها التجمعات ، فلا أستطيع الذهاب إلى التجمعّات وأخشى الحديث أمام الآخرين ، وهذا سبب لي عزلة اجتماعية حيث لا أستطيع القيام بأنشطة اجتماعية ، كذلك لديّ خوف شديد من الموت ؛ فدائماً أفكّر في الموت وإذا سمعت بأي شخص توفي حتى ولو لم يكن يربطني به أي علاقة أشعر بتوتر شديد أما إذا كان المتوفى قريبا لي فإني أصاب بنوبات فقدان الوعي و التخشّب ، وتمر بي أيام صعبة جداً ، أعاني خلالتها توترا وقلقا شديدا و كآبة تجعلني أرى كل شيء بصورة مظلمة. ذهبت إلى طبيب في عيادة خاصة وصرف لي الكثير من الأدوية ولكن للأسف لم تتحسن الأمور وظل الوضع كما هو ، نصحني بعض المقربين مني بالحصول على علاج نفسي لأنه قد يكون أفضل من الأدوية النفسية التي لم أشعر بأنها أفادتني كثيراً ، فماهو رأيكم في وضعي وهل يمكن لي أن أتحسّن لو حصلت على العلاج النفسي؟ س. ع - سيدتي الفاضلة ، أعرف المعاناة من اضطرابات الرُهاب المتعددة ، فهي اضطرابات تُكّدر صفو الحياة ، وتجعل الشخص يعيش في دواّمة من الألم و المعاناة ؛ خاصة ً أنك تعانين من أكثر من اضطراب ، فاضطراب القلق الاجتماعي أو ما يُعرف بالرُهاب الاجتماعي أمرٌ في غاية الصعوبة ، وكما ذكرتِ فإن الرُهاب الاجتماعي يُعيق الشخص من أن يعيش حياة طبيعية و يعزله كما هو حادثٌ معك. علاج الرُهاب الاجتماعي يحتاج إلى علاج دوائي و لكن الأهم هو العلاج السلوكي المعرفي ، ويجب أن يكون الشخص الذي يقوم بهذا العلاج السلوكي المعرفي حصل على تدريب جيد في هذا المجال من الاضطرابات ، والعلاج السلوكي المعرفي مفيد جداً في علاج الرُهاب الاجتماعي ، وربما يكون هو الأكثر فاعلية في علاج هذا النوع من الرُهاب ، لكن هذا لا يمنع تزاوج العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي حيث ان هذا يعطي أفضل نتيجة. بالنسبة لقلقك وخوفك من الموت فهذا أمرٌ صعب ، وما يحدث لك بعد كل حالة وفاة سواء كانت لقريب أو غريب فهو أمرٌ صعب و يحتاج لعلاج نفسي مركّز من قبل شخص متخصص في العلاج النفسي و ربما يفيد في ذلك العلاج النفسي بشكلٍ جيد ، هذا بالاضافة إلى العلاج الدوائي الذي قد يُفيد في حالتك بالطبع كما ذكرنا مع العلاج النفسي. الخوف والقلق من الموت يُعاني منه كثير من الناس وللاسف فإن العلاج ليس سهلاً في هذا النوع من العلاج ، ولكنه ليس مستحيلاً في أن يتم تخفيف حدة التوتر والقلق الذي ينتابك عند سماع خبر وفاة من شخص قريب منك أو حتى من شخص ليس لديك به أي علاقة ، يحتاج هذا الأمر إلى علاج من نوع معين من العلاج النفسي. نعم أتفق معك بأنك بحاجة إلى علاج نفسي بالاضافة إلى العلاج الدوائي لأن العلاج الدوائي وحده ليس كافياً ، وهناك أشخاص مدربون في العلاج النفسي ، خاصة ًالعلاج السلوكي والمعرفي والذي يُعتبر علاجاً مهماً في علاج من هم في مثل حالتك. أتفق معك كثيراً في أنك بحاجة لعلاج نفسي ، ولكن يجب عدم التسّرع في اختيار المعالج المناسب ، وآمل من الله أن يوفقك في الحصول على معالج متمرّس وذي خبرة حتى تستطيعين الشفاء من هذه الاضطرابات الرُهابية المزعجة. الفُصام بسبب المخدرات * أريد أن أحدثك عن شقيقي الذي يبلغ من العمر 42 عاماً . كان مدمناً على المخدرات وأصيب بمرض الفصام منذ عدة سنوات. لم نستطع التأكد من توقفه عن تعاطي المخدرات برغم أنه يدّعي ذلك. لقد تدهور وضعه العملي و أصبح لا يستطيع تأدية عمله ولكن زملاءه في العمل يتساعدون معه. طلقّ زوجته أم أطفاله ، وحالياً تزوج منذ فترة قصيرة ولكن لم نلاحظ عليه تحسّنا يذكر برغم أنه يستخدم أدوية كثيرة من ضمنها أدوية طويلة المفعول ، والتي تؤخذ كل أسبوعين. لا أعلم هل اتخذنا القرار الصحيح بتزوجيه برغم أنه يُعاني من هلاوس سمعية ويتحدّث مع هذه الأصوات ، ومسبب لكثير من المشاكل والصعوبات في المنزل مع والدته وزوجته ، حيث يُدخّن كثيراً و لا يسمع الكلام وكذلك لا يلتزم بأخذ الأدوية حسب ما يصفها له الطبيب . نحن في حيرةٍ من امرنا في كيفية التعامل معه ، خاصة ً بعد الزواج والذي نشعر بأننا تعجّلنا فيه ، فما هو رأيك في حالته بوجهٍ عام ، وجزاك الله كل خير. أ. د - أخي الفاضل ، أتفق معك بأن وضعكم ليس جيداً ، فشقيقك يُعاني من مرض عضال ، وهو مرض الفُصام ، وكذلك ان سبب ترسيب المرض هو تعاطيه المخدرات وهذا يزيد المشكلة تعقيداً . المشكلة الأصعب هو عدم انتظامه في العلاج وعدم أخذ العلاج بصورة مستمرة ومنتظمة. الشيء الإيجابي في موضوع علاج شقيقك هو أنه على الحقن طويلة المفعول وهذه جيدة ، حيث تضمن أن شقيقك يأخذ على الأقل العلاج الذي يتعاطاه عن طريق الحقن. أعتقد أن هناك عدة محاور يجب التعامل معها ؛ أولاً : ضرورة أن يتم التأكد من أخذه العلاج والأدوية بصورة منتظمة ، خاصة الأدوية التي يتناولها عن طريق الفم. ثانياً : على الوالدة والزوجة أن يراعيا حالته ، ومعرفة بأنه ليس شخصاً طبيعياً ، فيجب التعامل معه ، خاصة وأنك تقول بأنه يتحدّث مع نفسه ، أي أنه يعاني من هلاوس سمعية وهذا قد يعكس أن شقيقك ما زال يُعاني من أعراض إيجابية وهذا قد يكون عبئاً على الزوجة والوالدة. ثالثاً : أرجو التأكد مع عدم تعاطي شقيقك لأي مخدرات لأن هذا يعقد الأمر. هذا ما أستطيع أن أقوله وتمنياتي من الله بشفاء شقيقك.