** قلتَ لي: **إن هناك من اغتابني.. ** سألتك : ** وماذا قال..؟ ** قلت لي: إنه يتهمك.. ** بعدم الإخلاص لمنطقتك ** وإن هناك.. ** من يفوقك ** محبة.. ** ووفاءً.. ** ومودة.. ** لأبناء تلك المنطقة ** قلتُ له: ** وماذا تقول أنت؟ ** قال: **أُشهد لله.. ** أنك خير من عرفت ** صدقاً مع أهلك ** ووفاء لبلدك.. ** وإخلاصاً لأبناء وطنك ** فأنت لا تميز بين ** شمالي وجنوبي ** وبين غربي .. أو شرقي ** وإن أحببت .. أهلك .. وربعك.. ** وتربة منطقتك.. ** وحرارتها الجميلة ** وعرقها الأجمل ** وعراقتها التي ** تتفوق بها كثيراً.. ** قلتُ له : ** ومن ذاك الذي ** اغتابني.. ** وطعنني في وطنيتي سامحه الله؟ ** قال : أو تقول سامحه الله..! ** قلت له.. ولمَ لا ؟ ** قال: كيف تسامحه وقد ** قذفك بما ليس فيك؟ ** قلت له : ** ذلك خُلق الرجل ** أما بالنسبة لي.. ** فإن خُلقي يترفع عن ** اغتيابه.. ** أو الإساءة إليه ** من خلفه.. ** أو تعريته.. ** رغم معرفتي ** للكثير من نقائصه.. ** قال أنت عجيب لما تبديه ** من طيبة قلب.. ** ومن أصالة معدن ** قلت له : يكفيني صادق مشاعرك، ** ومودة ربعي.. ** وأبناء بلدي الذين ** أعطوني الكثير فوق ما أستحق ** فأنا لا أنتظر ممن ** سمح لنفسه بأن ** يأكل لحمي .. ويغتابني ** أن يقول عني ** كلاماً معسولاً.. ** أو أن يعترف ** بهزائمه الكثيرة.. ** وعزلته الشديدة ** عن كل الناس.. ** قال: فهمت.. ** قلت: وماذا فهمت..؟ ** قال :أنت تقصد أن الرجل معروف.. ** بأنه يحقد على بلده.. ** فكيف لا يحقد على ** كل من تقدموه.. وسبقوه.. ** وحققوا الكثير من النجاحات ** بينما هو قابع داخل نفسه.. ** فإذا لم يستطع أن يحاربها ** فإنه لا يتردد في ** الانتقام من الناس ** لأنه يشعر أن جميع الأحياء ** يناصبونه العداء.. ** ويقفون منه موقف الضد ** ويتآمرون عليه.. ** ويعدون أنفاسه.. ** قلت له: ** ادعُ له.. ** فهو مسكين.. ** ويحتاج إلى فرج الله.. ** وإلى رحمته ** قبل محبة الناس ** التي افتقدها منذ زمن (!) *** ضمير مستتر: **(الحاقد لا يرى صور الجمال المختلفة وعذوبتها في هذه الحياة وإنما يرى نفسه فقط ).