تعبيرا عن تمسكهم بحقهم في العودة الى ديارهم- مهما ضاقت بهم السبل- يحيي الفلسطينيون بمختلف فئاتهم وتياراتهم السياسية اليوم الذكرى السابعة والخمسين للنكبة التي ترتب عنها اقتلاعهم عن ارضهم لتقام على انقاضهم دولة «اسرائيل». ودعت لجنة إحياء الذكرى ال 57 للنكبة جماهير الشعب الفلسطيني، للمشاركة في سلسلة من المهرجانات الجماهيرية، والتي ستصل ذروتها بمهرجانين مركزيين ينظمان في كل من غزة في شارع عمر المختار عند الثانية عشرة ظهرا وفي رام الله بميدان المنارة عند الواحدة، حيث سيوجه الرئيس محمود عباس كلمة باسم الشعب الفلسطيني. وستقرع الكنائس أجراسها في هذه الذكرى. وستطلق عند الساعة الثانية عشرة الصافرات في جميع انحاء الوطن، حيث دعت اللجنة للتوقف عن الحركة في الشوارع لدقيقة واحدة والوقوف دقيقة صمت احياء لهذه الذكرى التي تختزل عقودا من الالم والمعاناة والتشرد. ووجهت وزارة التربية والتعليم، تعليماتها إلى جميع المدارس لتخصيص الحصة الأولى للحديث عن النكبة، وما حل بالشعب الفلسطيني عام 1948. كما تم التنسيق مع رابطة الفنانين التشكيليين، من أجل مشاركة عدد من الفنانين في رسم لوحات جدارية في الأماكن العامة في كل من محافظات غزة والخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس وطولكرم، من أجل أن تعكس واقع حال اللجوء والشتات وما تعرض له الفلسطينيون من عذاب خلال عقود النكبة، وتعبر عن آماله وطموحه في العودة. وسيفتتح في مركز «بلدنا» الثقافي برام الله معرض يخصص جناحه الأول للتراث الفلسطيني، والثاني للصور من حياة اللاجئين، والتي سيحضرها مجموعة كبيرة من النساء اللاتي عاصرن النكبة، حيث وجهت اللجنة دعوة مفتوحة للباحثين والصحافيين، بالتوجه إلى مركز «بلدنا» لإجراء المقابلات الشفوية مع هؤلاء النساء. وفي بيان لها قالت لجنة احياء ذكرى النكبة «ان حق العودة للديار يمثل الركن الاساسي للحقوق الوطنية المشروعة وهو حق ثابت لا يسقط بالتقادم وغير قابل للتجزئة اوالانابة او الانتقاص لانه يجسد وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ، وقد ظل التمسك به قاعدة للاجماع الوطني والاسلامي والشعبي وصخرة تكسرت عليها كل المشاريع والحلول التي تمس هذا الحق. ودعت اللجنة الى «نبذ كل الدعوات والمشاريع المشبوهة وابرزها خطة الهدف ومبادرة جنيف والتي تتنازل عن حق العودة للديار تنفيذا للقرار 194 ورفض اية حلول وتسويات سياسية تنتقص من هذا الحق». كما دعت للتصدي الحازم لعمليات تسريب الاراضي الفلسطينية للمؤسسات الصهيونية سواء ارتبط ذلك بأملاك شعبنا عام 1948 او ما يجري في القدس واخرها صفقة البطريرك ايرنيوس للصهاينة». وطالبت بتفعيل دور منظمة التحرير ومؤسساتها خاصة دائرة شؤون اللاجئين وتطهير المنظمة من الخارجين على برنامجها الوطني وبشكل خاص اولئك المتنازلين عن حق العودة وما زالوا يمثلون مواقع قيادية في المنظمة. وشددت على اهمية تعزيز الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على قاعدة برنامج الاجماع الوطني والحقوق الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حق العودة للديار والاستقلال في دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس خالية من الاستيطان والمستوطنين. وفي بيان له لهذه المناسبة حذر المجلس الوطني الفلسطيني من الاختلاف أو الاقتتال الداخلي لأي سبب كان، «فالكل مستهدف من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولن يكون بين أفراد شعبنا ولا بين فصائله من فائز أو خاسر لا في اقتتال ولا في انتخابات». ودعا جميع أبناء الشعب الفلسطيني وفئاته للعمل على بناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وتحريرها من الاحتلال.. ودعا كافة الأطراف إلى التيقظ والحذر والإدراك، «بأن خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة، هي إيجاد دولة مؤقتة بلا حدود ولا سيادة وإضعاف منظمة التحرير، والمجلس الوطني، وزرع الفرقة بين كافة التنظيمات وفصل الداخل عن الخارج». ونوه البيان، إلى أن ذكرى النكبة لهذا العام، تأتي في ظروف صعبة، «تحتاج إلى وقفة واقعية ومتابعة لتجاوز هذه الظروف وصولاً إلى تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا، التي نسعى جميعاً لتحقيقها».