يبدو أن هبوط الوحدة جاء خيراً للنادي المكاوي العريق فعلى الرغم من أن النادي ودع دوري المحترفين، وجاء وداعه مؤلماً على نفوس الرياضيين بفقدان ناد بعراقة الوحدة الذي يعتبر ضربة قوية لأي دوري، ولكن هبوط الوحدة منح الضوء للنجوم الصغار والفرصة للمواهب الشابة والتي ظلت وراء قيود الفريق الأولمبي، ومع منحهم الفرصة الأولى لتمثيل الفريق الأول نجحوا في تقديم مستويات متميزة. مزيج من حماس الشباب ونظرة فنية رسمها المدرب المصري بشير عبدالصمد، تفوقوا من خلالها على فريق الإتفاق "ثالث الدوري السعودي" وأحرجوه ذهاباً وإياباً وأخرجوه من البطولة من الباب الخلفي، فيما أحرجوا فريق الأهلي الممتلئ بلاعبي الخبرة الدوليين والمحترفين الأجانب وكادوا أن يهزموه في لقاء الذهاب بهدفين دون مقابل لولا صحوة الأهلي وتفوقه بخبرة لاعبيه إلى جانب حضور العنصر الأجنبي الذي رجح كفة التفوق ونجحوا من تسجيل هدفين في آخر خمس دقائق أعادت لهم الأمل، ومن ثم الفوز في جدة برباعية لعبت فيها الخبرة الدور الأكبر. مستوى الوحدة المميز والذي رسمه النجوم الصغار في سماء الكرة السعودية وهم يحملون لوحة الوداع لدوري الأضواء رافعين لافتة "وداعية ياخر ليلة تجمعنا" يوحي بأن عودة الوحدة إلى الأضواء لن تكون سوى مسألة وقت متى حافظوا على هذا الجيل الشاب ووفروا سبل النجاح لهم ومنحوا المدرب المصري بشير عبدالصمد فرصته للعمل الموسم المقبل فإننا سنكون على موعد عودة النادي المكاوي العريق إلى مكانة الطبيعي. ففريق محبط نفسياً من الأحداث التي ظهرت على السطح وأودت به إلى الدرجة الأولى وفريق يلعب بلا أجانب وبلا لاعبي خبرة لاسيما وأن قائد الفريق عمره قرابة 25 عاماً وقادم من نادي الربيع "درجة أولى" قبل أربعة مواسم تقريباً، ويخرج نادي الإتفاق الذي يلعب بكامل محترفيه وبلاعبي خبرة مثلوا المنتخبات ويحرج نادي الأهلي وهو الفريق الممتلئ بلاعبي الخبرة ويلعب بالأجانب فإن ذلك يعد دليلاً على قوة البنية التحتية في الفئات السنية لنادي الوحدة ولذلك لا أرى أي دواع لخوف الوحداويين على مستقبل ناديهم فمن يملك حماس وغيرة اللاعبين الشبان عليه أن يكون متفائلاً دوماً.