ضمن أيام مهرجان الفرق المسرحية الأهلية الأول المقام بالرياض، وعلى مسرح مركز الملك فهد الثقافي، عرضت فرقة السمار المسرحية من مكةالمكرمة مسرحية (مزحلي- جدلي) من تأليف وإخراج سلطان اللهيبي، وتمثيل طلال المالكي، حذيفة الغريبي، حمزة كسار، محمود سبحي، محمود إسماعيل، فائز الدالي وأمين كوندي. وتحكي المسرحية قصة شخصية معقدة نفسياً من المجتمع المحيط بها، فصاحب هذه الشخصية يعاني من مضايقات على مستوى الوظيفة مما تسبب في فصله ودخوله في أزمة مالية ألحقت به الذل والمهانة، إلى جانب معاناته من العنصرية القبلية التي ألغته من الوجود الإنساني تماماً؛ وقام بأداء هذه الشخصية ببراعة لافتة الفنان الشاب طلال المالكي. وظهرت المسرحية بمستوى جيد إجمالاً، خاصة في دلالاتها الفكرية، وفي تسلسل الصور وتقنية سرد القصة وأداء الممثلين، وإن كان هناك ضعف واضح في استخدام المؤثرات الصوتية واختصار الإضاءة على الأحمر والأصفر، وكان يلزم اختيار أكثر من لون في الإضاءة لتوضيح التغير الزمني في مراحل المسرحية. وصاحب العرض المسرحي إيقاعات موسيقية مناسبة للمشهد وما عاب عليها ارتفاع صوتها على أصوات الممثلين في غالب الأحيان تسبب في عدم فهم بعض الكلمات، وإن كان من قيمة حقيقية للمسرحية فهي في قدرتها على تصوير النزاعات النفسية الداخلية لبطل المسرحية والتي أدت من ثم إلى اضطربات عقلية زرعت في داخله الرغبة في الانتقام من خصومه فيقرر حبسهم حتى الموت وكأن الموت هو الحل الوحيد وهو سبيل الخلاص من معاناته النفسية؛ وبخاتمة مؤثرة، يتشفى البطل بمن ماتوا على أشياء لا تستحق الموت. هذا وعقدت بعد المسرحية جلسة نقدية لبيان إيجابيات وسلبيات العرض وكانت بإدارة الأستاذ المسرحي جبران الجبران وشارك فيها مخرج ومؤلف المسرحية سلطان اللهيبي. وتحدث ل"الرياض" بطل المسرحية طلال المالكي مُعبراً عن سعادته بأول مشاركة له مع الفرقة مشيراً إلى أن عمق الشخصية التي قام بها هو سبب قبوله بهذا الدور "حيث امتلأت بالتعقيدات والاضطربات النفسية في نصٍ كُتب بطريقة فنية جيدة وجميلة خالية من الإطالة". وشكر المالكي القائمين على المهرجان لإتاحة الفرصة للفرق المسرحية الشابة لأن تعرض إنتاجاتها أمام الجمهور؛ مؤملاً أن يستمر الدعم للمسرح السعودي حتى يستطيع النهوض برسالته الحضارية. أبطال المسرحية في صورة جماعية جانب من المسرحية -