ارتبط اسم الفنان عبدالمجيد عبدالله بأغاني "السنغل" المنفردة في السنتين الأخيرتين, حيث ركز عليها تحت مبرر تراجع سوق الأغنية والذي لم يعد يحتمل إنتاج ألبوم كامل, وكان آخر ما قدمه في هذا السياق أغنية "خاتم سليمان" التي أذيعت مطلع الأسبوع الماضي. ولعل ما يستوقف المتابع في أغنية "خاتم سليمان" أنها من ألحان القدير محمد شفيق, ومبعث الاستغراب أنها جاءت مختلفة عن الروح المعروفة لأعمال الملحن القدير وخلت من حالة التطريب التي ارتبطت باسمه وظهرت حتى في آخر الألحان التي صاغها ل"قيصر الأغنية" كاظم الساهر في ألبومه الأخير. في "خاتم سليمان" لم يكن محمد شفيق هو الموسيقار الرائع الذي نعرفه, كان اللحن رتيباً ونشازاً ولا يستحق أن يدرج في مسيرة تاريخه. سوء اللحن في "خاتم سليمان" يوحي بأنه مصنوع مجاملةً ودون "رغبة" حقيقية, ومن يعرف الحالة الصحية التي يعيشها الآن محمد شفيق يدرك أنه أُقحم في هذا العمل, لأنه وكما قال في حوار سابق ل(الرياض): "سيبتعد عن العمل الموسيقي حتى تنتهي رحلة علاجه".. لذلك كان من الخطأ أن يُطلب منه أن يلحن أي أغنية وهو في هذه الحالة الحرجة. الحالة الصحية لمحمد شفيق لا تسمح له بمزاولة نشاطه أما عبدالمجيد عبدالله فللأسف أنه لم يعد ذلك الصوت القادر على إقناع المستمع "أدائياً", ورغم براعته في أداء الجمل الغنائية الصغيرة, إلا أنه لم يقدم في السنوات الأخيرة أغاني تليق بالمكانة التي يستحقها في عالم الأغنية السعودية, وقد تكون "خاتم سليمان" تأكيداً على ابتعاد عبدالمجيد عن أعماله القديمة الرائعة, فالفرق كبير جداً بين بداياته التي امتلأت بروح الإبداع والتألق والطرب الحقيقي وبين أيامه الأخيرة التي يشعر فيها المتابع أنه يُغني من دون "نفس" وأداءً للواجب فقط!. الفنانون السعوديون -خاصة النجوم- توقف إنتاجهم الغنائي إثر أحداث الثورات العربية ورداءة سوق الكاسيت والاختبارات تليها العطلة الصيفية وشهر رمضان, ورغم ذلك لن يتأثر أي منهم بالتوقف لأن رصيدهم الفني وما قدموه من أعمال مميزة قد يتيح لهم التواجد والاستمرار في الفترة المقبلة, عكس عبدالمجيد عبدالله الذي أحرج نفسه بأغاني "السنغل" ذات المستوى الرديء والتي يعتبرها الجمهور مجرد أغانٍ خاصة لا تستحق الوقوف عندها. كل هذا يقودنا إلى السؤال المهم: هل هذا التوجه الذي بدأ يطبع مسيرة عبدالمجيد في الفترة الأخيرة هو بداية النهاية لهذا النجم؟. هل يسير مسرعاً إلى الهاوية ليعلن أفول نجم طالما حظي بمكانة خاصة في الوسط الغنائي السعودي؟. لابد لعبدالمجيد عبدالله أن يتأمل وضعه جيداً وأن يركز كثيراً في أعماله القادمة وإلا فإن النهاية قريبة!.