تجني عاصمتنا المتجددة هذه الأيام حصاد ما بثته الهيئة العليا لتطويرها من مشاريع، يأتي في مقدمتها مشروع تطوير طريق الملك عبدالله، الذي دشن المرحلة الأولى منه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في اليوم الذي جدد فيه المواطنون بيعتهم لولي أمرهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقيادته الرشيدة التي تثبت من خلال هذه المنجزات مدى اهتمامها براحة ورفاهية المواطن، فهذا طريق الملك عبدالله: لم يعد طريقاً، بل أضحى التحفة النادرة والمعلم البارز في متحف اسمه (الرياض) ولقد تجلى ذلك في أهدافه، التي جاء من أهمها معالجة مشكلة الازدحام في موقع يمثل شرياناً رئيساً لقاطعي المدينة من شرقها إلى غربها أو العكس. من خلال وضع البنى التحتيه والمسار الخاص في الجزيرة الوسطية للقطار الكهربائي- الذي لم يتحدد موعد إنشائه- بعرض خمسة عشر متراً، كما تجلى في تصميمه الذي راعى وجدان قائد المركبة أو المار على جنبات الطريق، فممرات المشاة مرصوفة ومساحاتها كبيرة، تسمح للعابر - سواء أكان كبيراً أم صغيراً- أن يمارس فيها الرياضة أو اللعب، فهي تمتد بطول يقارب ال 10 كيلو مترات، وبعرض يراوح ال12 متراً، كما أن جدران الأنفاق توحي بأنك في رحلة جبلية، فصخورها الطبيعية المتشحة بالألوان الطينية وإضاءاتها المتزاوجة والمتنوعة تزيدك إحساساً بأنك في متنزه سياحي، لتحول ملل الانتظار وهم الأزدحام إلى شعور باللذة في المشاهدة والعبور، بل تمنحك فرصة أن تعيش تجربة زيارة المعارض الفنية، فكل ما تم تنفيذه يؤكد لك أن الهيئة تعاملت مع الطريق بفرشاة وألوان، وكأنها أمام لوحة تريدها مزجاً بين الحداثة والماضي. ومن سلة المحصول، تطالعنا الصحف بجني جديد، لا تقل وفرته عن سابقه، انها حديقة العليا النموذجية التي افتتحها أمين مدينة الرياض الأمير د.عبدالعزيز بن مقرن آل عياف، لتضيف لعاصمتنا جمالاً آخر، وبعداً آخر لمرحلة تجاوزت أرق التطور، وشرعت في إنجاز مرحلة التطوير، مرحلة أخذت على عاتقها هم الموازنة بين حاجات المواطن والمقيم المادية والمعنوية، النفعية والجمالية. فهنيئاً لنا بالرياض وهنيئاً لها بأميرها وأمينها وهيئتها. *رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض بمجلس الشورى