عندما كنت عضواً في مجلس الشورى كنت مع بعض الأعضاء نتحدث بين الحين والآخر عن الأجيال القادمة ونتناول بعض التجارب الدولية وكيف تقتطع تلك الدول جزءاً من إيراداتها لصناديق استثمارية للمستقبل وكانت الآراء متفاوتة حول التنفيذ ومدى امكانية ذلك. وتعرض وسائل الإعلام بين الحين والآخر بعض المشاريع التي تنفذها الدولة بشيء من النقد عندما تكون المبالغ بالمليارات إذ يتساءل المتسائلون عن عدالة الأسعار وعن الجدوى وعن الأولويات وعن المال العام وضرورة حفظه ورقابته وعن المقاولين الكبار واسئلة واسئلة. وبالأمس أعلن مجلس الوزراء منح شركة الكهرباء واحداً وخمسين ملياراً ومائة مليون ريال قرضاً حسناً من الدولة. وحين أذيع الخبر كنت في مجموعة من الأصدقاء وكلهم أشادوا بالقرار وباركوا الإنفاق وقلت لرفاقي هذا هو الصندوق الاستثماري الآمن الذي نبحث عنه للأجيال القادمة، فالإنفاق على البنية التحتية على الكهرباء والماء والطرق والقطارات وغيرها من الخدمات العامة هي صناديق المستقبل الآمنة، إنها صناديق الحاضر والغد وإنفاق لجيل اليوم وللجيل القادم، وهذا القرض الممنوح للشركة قرض مبارك ومال في موضعه وخير للوطن والمواطن. جزى الله خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء وأوفاه على دعم هذه المشاريع المباركة التي تعم الوطن والمواطن وهذا القرض في ذمة وزير مشهور بالأمانة ومشهود له بالنزاهة إنه معالي المهندس عبدالله الحصين وزير الماء والكهرباء بارك الله فيه وفي أعوانه. إن المجتمع يتحدث باستمرار عن مشاريع الكهرباء والمياه ومشاريع الصرف الصحي ويذكرونها بالإشادة والثناء ويخصون هذا القطاع بالاحترام والتزكية، وبالنزاهة والشفافية. ولهذا اتمنى أن تعلن تفاصيل هذه المشاريع وتكاليفها ليزداد الناس ثقة واطمئناناً فالوطن للجميع ونحمد الله ونشكره ففي عصر الاضطرابات بلادنا يزداد خيرها حفظ الله للوطن أمنه وأمانه وولاة أمره.