لنعترف أولًا بأننا شعب لا يكاد يتنفس إلا في الخارج .. فنحن من أكثر الشعوب سفراً وسياحة وصرفاً في الدول الأخرى.. وحتى من يتحدثون لدينا عن أهمية "السياحة الداخلية" يسبقون البقية مع بدء الإجازة السنوية.. وخلال أيام تنتهي الاختبارات ويبدأ "موسم الهجرة الى الشمال" في حين لا يرغب أحد بزيارة الدول العربية المضطربة هذه الأيام!! ولأنني لست بدعاً من القوم.. ولأنني لا أنوي إقناعكم بإلغاء حجوزاتكم للخارج ؛ قررت تزويدكم بنصائح عملية تعلمتها من خلال زيارتي لأكثر من 38 بلداً حول العالم!!! وفي الحقيقة ؛ حين بدأت بكتابة هذا المقال تداعت الأفكار والنصائح لدرجة كتبت أكثر من خمس صفحات ، قررت اختصارها لاحقا لثلاثة مقالات.. وقد حاولت ترتيبها زمنيا بدءاً من الاستعداد للسفر، مرورا بالرحلة ذاتها، وانتهاء ببلد الوصول..... وأول نصيحة في هذه السلسلة هي ضرورة تحديد وجهتك مبكرا والتخطيط لها قبل فترة طويلة لتضمن حجوزاتك، وتوسع خياراتك وتحصل على أفضل العروض (فشخصي المتواضع مثلا يخطط من الآن ذهابه لتايوان في نوفمبر 2012).. فحين تخطط مبكرا لا تملك فقط وقتا طويلا للبحث والاطلاع بل وتحصل على أفضل الأسعار من شركات الطيران والفنادق - خصوصا حين تقارن بين عروضها المختلفة على الانترنت!! ومن ضمن التخطيط المبكر: القراءة عن وجهتك المقصودة (وإعداد جدول يومي بما ستفعله فيها).. وهذا لن يتأتى دون قراءة الكتب السياحية والبحث في المواقع الافتراضية، وجمع أكبر قدر من النصائح من الشبكات الاجتماعية (وليس الوكالات السياحية).. فالجهل لايعني فقط تفويت فرص رائعة ومواقع جميلة - لا يعلم بها سوى أهل البلد - بل وأيضا عدم استغلال وقتك ومالك وجهدك بأفضل طريقة ممكنة ...(وللتوسع في هذه النقطة أرجو البحث عن مقال قديم بعنوان: لا تذهب للعاصمة)!! وقبل التوسع أكثر تذكّر أن للسفر مخاطره الصحية أيضا.. فالمطارات ومقاعد الطائرات من أكثر الأماكن تلوثاً بالجراثيم بسبب اتصالها بأعداد هائلة من البشر (وبالتالي خذ معك معقما صغيرا).. أضف لهذا احتمال التقاط الأمراض المعدية داخل الطائرة بسبب ضيق المكان وتقارب الركاب (وبالتالي البس كمامة حين يسعل أحدهم).. كما أنصحك بالقراءة عن "اضطراب السفر" أو Jet Lag الناجم عن عبور المناطق الزمنية بين الشرق والغرب.... أضف لهذا هناك فئات لا يجب عليها السفر أصلًا كالحوامل، ومن خرجوا من عملية جراحية، ومن أصيبوا مؤخرا بالجلطة.. وبوجه عام يجب على المريض استشارة طبيبه بخصوص قدرته على السفر... أما إن كنت سليما فأخطر ما قد يواجهك في الخارج ضياع الأشياء المهمة - ولك أن تتخيل نتائج فقد جواز السفر أو بطاقات الصراف.. لهذا السبب خذها نصيحة (كل مالا يرتبط بجسد عرضة للضياع والنسيان والسرقة) وبالتالي يجب أن تكون وثائقك الرسمية مرتبطة بجسدك بشكل دائم من خلال حزام يلتف حول وسطك، أو محفظة تُعلق برقبتك، أو حقيبة تحملها على الجانب الآخر من كتفك.. وفي الحقيقة أنا شخصياً لا ألجأ لأي من هذه الوسائل، وألبس خلال سفري "صديرية" بثمانية جيوب مغلقة بحيث يمكن القول إنني (ألبس محفظتي بأكملها)... وبمناسبة الحديث عن فقد الأشياء ؛ أنصحك بكتابة أرقام البطاقات والتذاكر والفنادق - وكافة الأرقام السرية - على هاتفك الجوال أو ورقة خارجية (ولكن افعل ذلك بطريقة لايمكن لأحد غيرك فهم معانيها)... كما يجب عمل ثلاث نسخ من وثائقك الرسمية (كصور الجواز وبطاقة الأحوال وتذاكر الطائرات وتأكيد الفنادق) خذ الأولى معك، والثانية اتركها في منزلك، والثالثة احتفظ بها في بريدك الإلكتروني!! ... وحتى مقالنا القادم افتحْ الانترنت وأدخلْ هاتين الكلمتين (Travel Vests) لتعرف كيف يمكن للإنسان لبس محفظته...