لإعادة استغلال خط التابلاين والذي ينطلق من المنطقة الشرقية إلى أقصى الشمال الغربي عند مدينة طريف، هناك رؤى أتمنى النظر فيها والأخذ بها، فشركة التابلاين أنشأت على الخط عدة مراكز للضخ وكذلك أنشأت مجمعات إدارية حكومية وآبار مياه وكذلك مساكن عوائل لمنسوبيها، وكبار الموظفين الحكوميين آنذاك، كانت بمثابة نواة لتوطين البادية وظهور مدن كبيرة حديثة التخطيط (بدون عشوائيات) مثل النعيرية، القيصومة، رفحاء، عرعر، طريف. بدأ الخمسينيات الميلادية. أوقف العمل لهذا الخط الناقل للبترول الخام وللأسف هذه المحطات وخزانات البترول الخام الضخمة فكك وبيع كسكراب (Junk Ltems) ولم يبق إلا هذا الأنبوب الناقل، وهنا أرى استغلال هذا الخط الناقل وهذه المواقع من خلال المحاور والرؤى التالية: أولا: قيام شركة أرامكو السعودية باستغلال هذا الأنبوب الناقل لنقل المنتجات البترولية، وإنشاء وحدات ضخ حديثة وبناء خزانات وقود جديدة في المواقع السابقة لشركة التابلاين في المدن الشمالية الواقعة عليه، وهذا يحقق دفعة اقتصادية متنامية، ويقلل من حركة نقل الشاحنات الكبيرة (الصهاريج) من المنطقة الشرقية وما تسببه من ضغط وزحام لحركة المرور على خط الشمال الدولي. كذلك إطالة عمر الطريق السريع وعدم تخدد طبقة الأسفلت، وناهيك عن ما تسببه من حوادث. أيضاً قرب توفر هذه المنتجات البترولية، سوف يساعد المشاريع القائمة من مناطق التعدين في حزم الجلاميد، ومصانع الاسمنت، ومحطات الوقود الأهلية المنتشرة على هذا الطريق، كذلك المناطق الزراعية المتاخمة في منطقة الجوف وحتى تبوك من الحصول وبيسر وبتكلفة أقل على هذه المنتجات البترولية. قد تتذرع شركة أرامكو السعودية بأن طاقة المصافي قليلة لا تكفي لحقن هذا الأنبوب. أقول ما المانع أن تقوم هذه الشركة العملاقة ببناء مصافي جديدة. وتحويل البترول الخام إلى مشتقات بترولية مثل الديزل والبنزين والمشتقات الثانوية الأخرى، وهذا فيه فائدة وتعظيم لدخل الدولة أيدها الله. وللمقارنة فقط لهذه الجزئية، لدى اليابان حوالي ثلاثين مصفاة وهي دولة مستوردة للبترول الخام. ومقارنة ثانية في المملكة، وفي مجال آخر، لدينا حوالي ثلاثين محطة لتحلية المياه المالحة من البحر مختلفة الحجم على الساحلين الشرقي والغربي، وخطوط نقل لعدة مدن ذات أحجام كبيرة. ثانياً: حيث إن مواقع شركة التابلاين في المدن الشمالية والتي تقدر مساحة الواحدة منها حوالي (20 - 25كم مربع) ملاصقة لطريق الشمال الدولي. أرى أن تقيم شركة أرامكو داخلها مجمعات لمحطات نموذجية لتوزيع المنتجات البترولية. مع إنشاء مراكز خدمات صيانة للمركبات العابرة على أحدث طراز، وإنشاء سلسلة مطاعم متطورة، ومجمعات فندقية بنظام الموتيلات لمرتاد الطريق سواء من داخل المملكة أو دول مجلس التعاون والدول العربية، العابرين عبر هذا الطريق، يليق بنا عندئذٍ أن نسميه خط الشمال الدولي. وعندئذٍ أيضاً سوف يحمد أهل الشمال ربهم أنه بعد انتهاء شركة التابلاين (أحد أذرع شركة أرامكو)، أن امتدت لهم أذرع شركة أرامكو السعودية، وأنعشت اقتصادهم ويشكرون إدارتها العليا لاستجابتهم. ثالثاً: أقترح أن تقوم وزارة الدفاع والطيران بعد ملاءمة الدراسة الاقتصادية والاستراتيجية بمد أنبوب من أنبوب خط التابلاين لنقل المنتجات البترولية إلى قاعدة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، وعمل مجمع خزن استراتيجي للمنتجات البترولية في هذه القاعدة الجوية المهمة. والتي لأفرادها وأفراد درع الجزيرة السبق في المشاركة الفعالة إبان تحرير الكويت، وكذلك المشاركة الأخيرة لإخواننا في مملكة البحرين الحبيبة. * عضو مجلس الشورى