شهدت سماء المملكة مساء يوم أمس الاول وفجر امس الخميس خسوفاً كلياً للقمر اعتبره الفلكيون غاية الندرة وذكر رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابوزاهرة أنه وكما بينت الحسابات الفلكية لحركة القمر في مداره حول الأرض فقد بدأ دخول القمر إلى منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة 8:27 مساء وحصل انخفاض في لمعان القمر ولكن لم تتم ملاحظته واستمر القمر في حركته إلى أن وصل للجزء الداخلي من ظل الأرض والذي يعرف بالظل عند الساعة 9:23 مساء حيث بدأ في ذلك التوقيت الخسوف الجزئي وبدأ الطرف الغربي من قرص القمر في الانغمار في ظل الأرض . ووصل القمر إلى العقدة الصاعدة عند الساعة 9:34 مساء وكان عندها الخسوف بنسبة 12%، وحتى تحدث ظاهرة الخسوف يجب أن تكون الشمس والأرض والقمر تقريبا على استقامة واحدة وهذا الأمر يحدث فقط عندما يعبر القمر قريبا من مستوى الدائرة الظاهرية لحركة الشمس ، عندما يعبر القمر من خلال إحدى العقدتين من مدارة ( العقدة الصاعدة أو العقدة الهابطة) وبين ابوزاهرة أن القمر يتحرك داخل ظل الأرض بسرعة حوالي واحد كيلومتر في الثانية ويدوم في أقصى حالته 107 دقائق . وعلى الرغم من ذلك فإن وقت الخسوف الكلي بين بداية الخسوف ونهايته يعتبر وقتاً طويلاً جدا حيث إنه يمكن أن يستمر أكثر من 4 ساعات . ومدة الخسوف تتأثر بالموقع بالنسبة للأرض ، وبشكل خاص عندما يكون القمر قريباً من نقطة الأوج في مدارة ( ابعد نقطة له من الأرض ) فإن سرعته المدارية تكون أبطأ . فقطر ظلت الأرض لا تتناقص مع تغير موقع القمر في مداره؛ لذلك فعندما يحدث خسوف القمر الكلي والقمر قريب من الأوج فإن مدته تكون كليا أطول. وعند تمام الساعة 11:13 مساء بلغ الخسوف الكلي ذروته العظمى حيث كان أمام مركز ظل الأرض وعلى الرغم من ذلك لم يختفِ كليا؛ وذلك لان أشعة الشمس يحدث لها انكسار بفعل الغلاف الجوي حول الأرض ما يجعله في شكل مخروط . أما بالنسبة للون الأحمر الذي تم رصده عند حدوث خسوف القمر الكلي يرجع سببه إلى أن أشعة الشمس التي تصل إلى القمر يجب أن تعبر من خلال طبقة كثيفة من الغلاف الجوي حول الأرض حيث تعمل على تشتيتها ، فاللون الطول الموجي القصير وهو الأزرق ومشتقاته يتم تشتيتها من خلال ذرات الهواء والجزئيات الصغيرة وعليه فإن الضوء المار من خلال الغلاف الجوي حول الأرض يسيطر عليه الطول الموجي الطويل وعليه نشاهد اللون الأحمر يكسي القمر . وهو التأثير نفسه الذي يتسبب عند وقت شروق وغروب الشمس حيث تحول السماء إلى لون حمر . واشار الى أن كمية انكسار الضوء يعتمد على كمية الغبار أو السحب في الغلاف الجوي وهذا يتحكم في كمية الضوء المتشتت ، وبشكل عام ففي الغلاف الجوي المغبر إن الكثير من الأطوال الموجية من الضوء يتم إبعادها ( مقارنة بالضوء الأحمر ) ، وتكون النتيجة بضوء احمر قاتم . إضافة إلى أن الغبار البركاني المقذوف إلى الغلاف الجوي يؤثر أيضا على نتيجة اللون المرئي . ويبن أبوزاهرة أن مجموع مراحل الخسوف المختلفة كانت متفاوتة حيث بلغ مجموع خسوف شبه الظل 5 ساعات و 36 دقيقة و 5 ثوان في حين بلغ مجموع فترة الخسوف الجزئي 3 ساعات و 39 دقيقة و 17 ثانية وبلغ الخسوف الكلي ساعة و 40 دقيقة و 12 ثانية .