يعتبر الأمير نواف بن فيصل من الشخصيات التي أثرت ولا تزال تثري العمل الرياضي من خلال فكره وأسلوبه الإداري المتميز وايمانه أن النجاح في حقل الإدارة الرياضية يأتي بالتخلي عن دور المدير وممارسة دور القائد من خلال تكوين رؤية مستقبلية لرعاية الشباب وإلهاب مشاعر الإداريين الرياضيين لتحويل تلك الرؤية إلى حقيقة ماثلة وتركيزه على القضايا الاستراتيجية وإشراك الجميع والترحيب بالأفكار النيرة من كل مكان، وهنا أود أن استعرض الإدارة بالحسم والتي أصبحت مطلباً ملحاً للمدير منطلقاً من القرارات الحاسمة التي منها قرار حسم ثلاث نقاط من نادي الوحدة ونادي التعاون وعزل الأمين العام للإتحاد السعودي لكرة القدم والحسم كمطلب إداري وحضاري يعتبر عن مبدأ الاستحقاق والاستقامة والصدق في الرأي ، الإدارة بالحسم أولاً تنبع ممن لديه الثقة بنفسه وصراحته المتناهية بكل الأساليب الحضارية المبنية على الاستقامة وصيانة الكرامة. وثانياً بأن الحسم هو تنفيذ مبدأ القوة لأن الإدارة قوامها القوة والتأثير والقيادة المبنية على السلطة أو الصلاحيات الممنوحة والمرتبطة بالمسؤولية والمساءلة بمعنى أن تفعيل القوة وتنفيذها يأتي بالحسم ، وكذلك يمنح المدير الحاسم القوة الممنوحة له . وثالثاً في قدرة الحسم على صيانة كرامة المدير في حصوله على الاحترام . وأخيراً في منافع الحسم في تمتع المدير بصحة نفسية لتعبيره عن مشاعره وآرائه مما يعطيه زاداً في القوة والتأثير والقيادة . وهناك خياران آخران أحدهما عدم الحسم أو التردد أو الهروب ، والثاني بالمواجهة ، فعدم الحسم أو الهروب له من المثالب السرطانية التي لا تحتاج إلى كثير من الشرح ، إلا أنها توصله كمدير متردد وغير حاسم إلى أنه عديم القيمة ، ولا يحظى بالاحترام والخشية وإن أحبه البعض . والخيار الثاني بالعدوانية من نهج أناني لإشباع احتياجاتهم دون النظر إلى احتياجات الآخرين، مما يؤدي بهم إلى الغرور والفوقية ويتصرفون بالعداء لآراء الآخرين والتمسك بآرائهم ، ويفرضون آرائهم وتجدهم منعزلين وغير محبوبين ومستقلين عن مرؤوسيهم ورؤسائهم من ذلك نكتشف أن المدير أمام ثلاثة خيارات أحدها الهروب والتردد من جهة والعدوانية من جهة أخرى وبينهما الوسطية في تعلم سلوك الحسم ، أو ما أسميته الإدارة بالحسم لهذا كله نبحث في عالمنا عن المديرين الحاسمين غير المترددين وغير المغرورين لأنهم يتميزون بقدرات نفسية على التآلف والتواصل، ويعرفون متى يقولون (لا) بكل أدب وتهذيب لا بجرح شعور المرؤوسين والرؤساء، وهذا نجده في الأمير نواف بن فيصل، الإدارة بالحسم لها منافع لا تحصى في تحقيق التميز والنجاح من منطلق الأمانة والنزاهة والصدق المؤدي إلى الإصلاح الإداري والرياضي المنشود.