هل سبق أن تنزهت في شارع إدجوير في لندن خلال شهري يونيو و يوليو وانتابك شعور أنك في الشرق الأوسط؟ في هذا الشارع تعبق رائحة تبغ التفاح حول موائد القهوة العربية وطاولة الزهر ويجلس الرجال يتصفحون عدد اليوم من جريدة الرياض التي اشتروها من بائعي الصحف، الذين يحملون أخبار العالم أجمع بين أيديهم. وهل سمعت مآذن لندن وهي تدعو لأداء الصلاة في أوقاتها الخمسة؟ وهل رأيت المطاعم و المقاهي تضاء حتى وقت متأخر من الليل؟ هنا يجلس الناس ويتباحثون في قضايا الساعة وتقوم الأسر بزيارات للأقارب تماما كما هو الحال في المملكة. وهنا يركض الأطفال في أرجاء متنزه هايد بارك ويغمرون أصابعهم الصغيرة في العشب الأخضر ، بينما تسمع أصداء اللهجات العربية المختلفة في شوارع المدينة. يعتبر العديد من أصدقائي السعوديين لندن بمثابة بلدهم الثاني، فهي مكان عرفوه منذ الصغر يزخر بالذكريات و الأصدقاء. وسيصبح هذا الأمر واقعا ملموسا مع القدوم المبكر لشهر رمضان المبارك في أغسطس هذا العام، و أعلم أن العديد من الأشخاص يرغبون في قضاء عطلهم الصيفية خارج المملكة في شهري يونيو ويوليو قبل أن يعودوا ليستمتعوا بشهرهم الفضيل في بلادهم. وبالرغم من قصر صيف لندن هذا العام، إلا أنها سوف تزدحم وتنشط مع بداية مهرجان الثقافة العربية "الشباك" في الفترة من 4 إلى 24 يوليو. يقوم عمدة مدينة لندن بتنظيم هذا المهرجان ، الذي يشهد ما يزيد عن 70 فعالية يكون حضور معظمها بالمجان. وسيعكس المهرجان تنوع الثقافة الحديثة و قوتها في كافة أرجاء الشرق الأوسط. كما سيضم لوحات فنية من فلسطين، وفنون الخطوط العربية من المغرب، والشعر العربي الأصيل من المملكة العربية السعودية، والسينما العربية من مصر، بالإضافة إلى العديد من المحاضرات و المحاورات و الحفلات والرقصات الشعبية. إنه بالفعل برنامج مميز يحفل بالأحداث الشيقة التي تعد بجذب اهتمام أهالي لندن وزوارها. أدرك أن مدينة لندن تحظى بشعبية كبيرة في هذا الوقت من العام، وقد يسبب ذلك بعض الصعوبات من حيث غلاء تذاكر السفر و نفاذها والحجوزات المبكرة لمعظم الفنادق. إلا أن أكثر ما يشغلني في ذلك، هو القلق الذي يعتري الجميع بشأن الحصول على التأشيرات. وبحكم عملي كسفير ، ادرك جيدا اهمية تقديم خدمات متميزة الى العملاء واهمية ترحيب السفارة باستقبال وانهاء طلبات التأشيرات نظرا لما للسفارة من دور هام يعكس صورة المملكة المتحدة، وإنني أعمل باستمرار مع قسم التأشيرات في السّفارة من أجل تحسين مستوى الخدمات وإزالة العقبات حرصا على راحة المواطنين السعوديين وتقديم أفضل الخدمات، تبدأ الخطوة الأولى بتقديم الطلب على موقع الانترنت حيث يقوم المتقدم باستكمال الاستمارة وهو مستقر في منزله بدون عناء الحضور الى مركز التأشيرات، الخطوة التالية هي الحصول على موعد من أحد مراكز التأشيرات المنتشرة في الرياضوجدة والخبر، ما يوفر على المتقدم الحضور إلى السّفارة. وبوسع كبار الشخصيات الحصول على خدمة متميزة في مراكز تقديم التأشيرات مقابل رسوم إضافية، وبمجرّد تقديم الطلب يقوم قسم التّأشيرات في السّفارة باستكمال الإجراءات اللازمة ويستطيع المتقدم متابعة سير الطلب على الانترنت، وبوسعنا ايضا إبلاغ صاحب الطلب بانتهاء معاملته بارسال رسالة الكترونية قصيرة، لن نطلب من المتقدم الحضور من أجل مقابلةم، ونقوم بإصدار تّأشيرات صالحة لعدة سفرات ولمدد تصل إلى عشرة سنوات. يستغرق إصدار تأشيرات الزيارة المستوفية الشروط 48 ساعة خلال معظم أيام العام، أما تأشيرات الطلبة فإنها تستغرق وقتا اطول من ذلك بقليل، أما خلال فترة الذّروة في الصيف فإنني استمهل المواطنين السعوديين لمدة ثلاثة أسابيع قبل إصدار التأشيرة، وبالرغم من أن إصدار التأشيرات يتم في وقت اقصر من ذلك في معظم الاوقات، إلا أنه يفضل التخطيط بشكل مسبق وقبل وقت كاف من موعد السفر تجنبا للتأخير. سيكون صيف لندن لهذا العام رائعا ومميزا حيث يقام مهرجان "الشباك" الثقافي في مدينة لندن وهو مهرجان يزخر بالثّقافة العربيّة والموسيقى والفنون. عشرات الآلاف من الزّوّار السّعوديّين سينضمّون إلى هذه الاحتفالات المقامة في أنحاء المدينة. أتمنى لكم ولأسركم رحلة موفقة الى لندن، وأنصحكم بالتخطيط للرحلة مسبقا والحصول على التأشيرة قبل موعد السفر بوقت كاف. * السفير البريطاني لدى الرياض