كتب رئيس اللجنة الفنية عادل البطي يقول إن السبب المباشر في بقاء العصي في دواليب تطوير لجان الاتحاد السعودي ما وصفه ب «الهرج والمرج وتبادل الاتهامات»، مشيراً في ذلك إلى ما يردده البعض بحسب قوله بأن «هذه اللجنة هلالية، وآخر يقول تلك نصراوية، وثالث يتهم الحكام بالميول الاتحادية، ورابع يقول إن اللجان جاملت الأهلي، وبعض محبي الشباب أو من يتعاطف معهم يقول إن الشباب الحلقة الأضعف». وأحسب العزيز عادل قد فشل في تشخيص الداء وعجز عن وصف الدواء فحصر مسببات تراكم أخطاء اللجان، وفشل بعض رؤسائها، وكثير من أعضائها في مجرد تبادل الاتهامات، أو ما وصفه ب «الهرج والمرج»؛ إنما هو تسطيح للمشكلة، والتفاف على الحقيقة، بل أجد نفسي مضطراً أن أقول له إن ما كتبت وأنت اليوم رئيس للجنة الفنية لا يعدو سوى هروب للأمام من مواجهة قضية كانت ولا زالت بمثابة الحربة في خاصرة اتحاد الكرة السعودي. إن حالة «الهرج والمرج» التي تحدثت عنها يا عادل ليست سبباً بل هي نتيجة، فردَّات الفعل العنيفة والتشكيك الدائم لم يكونا وليدي الموسم الجاري ولا المواسم القريبة، فهما موجودان مع وجود الاتحاد السعودي، بل إنهما كانا أكثر تكريساً في سنوات خلت حينما كان يشرف على بعض اللجان الحساسة شرفيون وإداريون نافذون في هذا النادي أو ذاك، أما في هذا الموسم فلا تكاد لجنة قد سلمت من الامتعاض بل وحتى الهجوم. فهذه لجنة الانضباط -مثلاً- قد تعرضت لانتقادات حادة من الهلاليين والشبابيين والنصراويين والأهلاويين، ولم تسلم من التعاونيين والوحداويين والنجرانيين، ومثلها في ذلك لجنتا الحكام والمسابقات قد أخذتا نصيبهما، بل حتى لجنتك يا عادل ذاقت الأمرين؛ ليس بالضرورة كون من يرأسها هلالي؛ ولكن لأن رضا الناس غاية لا تدرك، وليس ذلك هو السبب الحقيقي، وإنما هو يكمن في سلسلة الأخطاء في القرارات، وفي ازدواجيتها، وتباينها، وتضاربها، وتهافتها، والتي وقعت فيها غير لجنة، وإن شئت فسأعدد لك ما يشيب منه رأس الولدان، وحسبي أنك تدرك ذلك وأكثر، كيف لا وأنت من الأمر كالقطب من الرحى، وهل أذكرك بقضية نجران والتعاون واللاعب بدر الخميس، وما حدث فيها إن خلف الكواليس أو أمامها، أو يكفيني ما حدث بينك وبين رئيس لجنة الاحتراف على مرأى ومسمع الجماهير. أما اقتراحك يا عادل باستبدال الكوادر السعودية إن في لجان اتحاد الكرة أو المنظومة الكروية جمعاء بكوادر أجنبية غير مؤهلة لإلجام الأفواه، وإن كان على سبيل الإضحاك، يزيدني قناعة بسوء قراءتك لحجم المشكلة ومسبباتها، لأن القضية لا تقف على عدم القناعة بالكوادر السعودية العاملة في منظومة الاتحاد لكونهم سعوديين، ولا لأن مجتمعنا مأزوم بعقدة الأجنبي لكونه أجنبيا، فقد تجاوزها المجتمع منذ زمن بعيد، إذ إن المشكلة الرئيسة في اتحاد الكرة تكمن في عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب، إن في مجلس إدارة الاتحاد سواء من فئة المعينين أو المنتخبين، وكذلك في اللجان برؤسائها وأعضائها، وهي مشكلة أزلية ليست في اتحاد الكرة بل في كل الاتحادات.