صرح رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي أمس بأن وكالته اكتشفت أن أنشطة تجسس أمريكية وبريطانية ودول أخرى تتم تحت غطاء منظمات غير حكومية. وألمح نيكولاي باتروشيف رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي إلى أن بعض الحكومات الأجنبية تستغل المنظمات غير الحكومية لتمويل ودعم تغييرات في السلطة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. وكشف باتروشيف للمشرعين في البرلمان الروسي أن وكالته اعترضت عمليات تجسس أمريكية وبريطانية، وأن هذه العمليات تنفذها المنظمات غير الحكومية العاملة في روسيا. غير أنه لم يحدد تلك المنظمات أو يفصح عن أي تفاصيل عنها. لكنه قال إن الأساليب المتبعة في تنفيذ تلك العمليات غير تقليدية، فضلاً عن تقنيات تقليدية. وأضاف أن تلك المنظمات تقوم بجمع المعلومات تحت غطاء مختلف البرامج الإنسانية والتعليمية. وما ذهب إليه بارتروشيف يُعتبر تأكيداً لما ظل يردده مؤخراً مسؤولون روس من اتهامات لأمريكا وبريطانيا ودول غربية أخرى باستغلال المنظمات غير الحكومية لمساعدة قوات المعارضة لإسقاط الحكومات في عدد من دول الاتحاد السوفييتي السابق خلال السنوات الأخيرة. وجاءت هذه التصريحات بعد يومين فقط من زيارة قام بها الرئيس بوش إلى جورجيا. وقال باتروشيف «يجتهد مناوئونا في إضعاف تأثير روسيا على كومنويلث الدول المستقلة، وفي المحافل الدولية بوجه عام. وهذا ما تؤكده الأحداث الأخيرة في كل من جورجيا وأوكرانيا وقيرقيستان». ويعتقد رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي أن الهدف الغربي القادم هي بيلاروسيا حليفة موسكو، التي لا يخفي المسؤولون الأمريكيون عدم رضاهم عن رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، ويطالبونه باجراء انتخابات حرة العام القادم. وكشف باتروشيف أن أكثر من 5,5 ملايين دولار أمريكي صرفتها تلك المنظمات غير الحكومية لتمويل الانتخابات المستقبلية في عدد من تلك الدول، وأنه ثمة محاولات لتحريض الأوكرانيين لإحداث تغيير في بيلاروسيا. يشار إلى أن جهاز الامن الفدرالي الروسي دأب على اتهام بعض الدول، بما فيها الولاياتالمتحدة، بأنشطة تجسس في البلاد. بيد أن الاتهام هذه المرة جاء خلال أيام من احتفال بوتين والدول الغربية، بما فيها الرئيس بوش، بمرور 60 عاماً على انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية.