أحياناً كثيرة نتعلم من أطفالنا حكماً ومبادئ تستحق منا التوقف عندها والتفكر فيها، بل والعمل على الاستفادة منها. وعن موضوع الزحام المرور الذي نعاني منه جميعاً.. كنت قد قرأت في إحدى الصحف مقالاً لأحد الكتاب الأكاديميين يتحدث فيه عن أهمية إضافة وسائل نقل أخرى في المدن الرئيسية، على اعتبار ان الاعتماد على السيارات الخاصة في التنقل داخل المدن يعتبر خطأ استراتيجياً في سياسة النقل. هذه المعلومة أكدها لي ابني ذو الثلاثة عشر عاماً.. فقد كنت في يوم الأربعاء 1432/6/15ه في طريقي لزيارة «معرض جتكس» بإلحاح من ابني للتجول في المعرض والتعرف على ما يحتويه من تقنية جديدة.. في شغف وحب النشء للوقوف على كل ما هو جديد. وبدأت الرحلة الساعة الرابعة والنصف عصراً منطلقين من شمال غرب الرياض إلى جنوبه الشرقي عبر طريق الملك عبدالله في رحلة كنت أتوقعها سهلة ومن قبيل الفسحة. لكنني وجدتها مهمة صعبة ورحلة شاقة مضنية.. جراء ما لاقيته من الزحام المروري لكثرة التحويلات ورعونة قيادة بعض السائقين، لدرجة أننا عندما استقرت بنا الرحلة في أرض المعرض كانت الساعة الخامسة والنصف.. بمعنى أنني قضيت ساعة كاملة وأنا خلف مقود السيارة. وعند ذلك لم تكن لدي رغبة في التجول وإنما البحث عن مكان لنرتاح فيه بعد كل هذا العناء! الشاهد ان ابني الصغير طرح علي سؤالا بريئا جعلني أتذكر فكرة المقال الذي سبق وان قرأته.. فقد سأل: لو كان هناك وسيلة مواصلات أخرى غير السيارة لكان الوصول أقل تكلفة وأيسر من عناء القيادة واختصرنا الوقت.. وبالفعل إنني أطرح هذا التساؤل: لماذا ليس لدينا وسيلة نقل إلاّ السيارة؟! ولماذا نجد في جميع المدن العالمية ان هناك قطارات خفيفة معلقة على جسور وهناك قطارات عبر الأنفاق وهناك حافلات فخمة بين الأحياء وأخرى بين المدن.. وهناك تشجيع على ارتياد هذه الوسائل حتى تولدت لديهم ثقافة بأنها من ضروريات الحياة.