شهدت 17 محافظة يمنية أمس تظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي والانتقال إلى مرحلة ما بعد الرئيس علي عبدالله صالح الذي يرقد في احد مستشفيات المملكة بعد إصابته في الهجوم على القصر الرئاسي قبل أسبوع. وهتف المتظاهرون الذين ادوا صلاة الجمعة في عدد من الساحات "الشعب يريد مجلس انتقالي"، وتجمع عشرات الآلاف في ميدان الستين بالعاصمة امس فيما يسمى جمعة العهد لأهداف الثورة فيما تجمع الآلاف في ميدان السبعين فيما يسمى بجمعة الوفاء للقائد. ويأتي هذا التصعيد من قبل المحتجين في وقت لم تتوصل المحادثات التي يقودها عدد من الدبلوماسيين الغربيين بقيادة السفير الأمريكي إلى نتيجة بين السلطة والمعارضة. وقالت مصادر سياسية ل"الرياض" ان بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام ترفض كلية النقاش حول نقل السلطة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، في حين يبدي بعض القادة وخاصة عبدالكريم الارياني مرونة في هذا الأمر. وكشف مصدر معارض ل"الرياض" عن وجود اتصالات هاتفية بين الارياني وبعض قيادة المعارضة بغرض تقريب وجهات النظر في حين يرفض بعض قادة المؤتمر ومن لهم اتصال وثيق بنجل الرئيس صالح احمد وابن عمه طارق محمد عبدالله صالح أي نقاش الا بعد عودة الرئيس صالح. وقال الناطق باسم المعارضة محمد قحطان ل"الرياض" ان المعارضة أعطت نائب الرئيس عبده منصور هادي والمؤتمر مهلة لنقل السلطة والا فانه ستعلن عن مجلس انتقالي. وكانت اللجنة التحضيرية لمجلس "شباب الثورة الشعبية" أعلنت الأربعاء أنها بصدد تشكيل مجلس رئاسي خلال يومين. وقالت اللجنة في بيان صحافي "الحادث الذي أصيب فيه الرئيس "المخلوع" وكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس مجلس النواب المنتهية ولايته والذين قاموا على إثره بمغادرة البلاد، يثبت عجز أركان النظام عن مزاولة سيطرتهم على الأوضاع". وشرع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في تسيير دفة الحكم في اليمن حسب المادة 15 من الدستور، فيما لازالت القوات العسكرية الضاربة بيد نجل الرئيس اليمني احمد علي صالح وأقرباء الرئيس. وطالبت اللجنة أيضا بتشكيل مجلس وطني انتقالي وحكومة تكنوقراط، وانجاز الحوار الوطني، ووضع دستور جديد والاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات اللازمة للانتقال بالبلاد إلى الشرعية الدستورية. وكانت وزارة الدفاع اليمنية كشفت الخميس في موقعها على شبكة الانترنت عن إصابة بعض من أحفاد الرئيس صالح في الهجوم الذي استهدف دار الرئاسة الجمعة الماضية. ونشرت الوزارة صوراً للقتلى وأسماء الجرحى الذين سقطوا في ذلك الهجوم، وأيضاً في المعارك التي دارت في الحصبة الأسابيع الماضية، وجميعهم ينتمون للحرس الخاص والحرس الجمهوري. ومن بين الجرحى عفاش طارق محمد عبدالله صالح، مازن توفيق صالح عبدالله صالح، كنعان يحي محمد عبدالله صالح. كما كشفت الصحيفة عن إصابة 11 طياراً تابعين للرئاسة في الهجوم ذاته، ولم توضح أي تفاصيل عن ملابسات إصابتهم. وتحدثت عن وقوع إصابات في حادث انقلاب طقم أمام مجمع الدفاع الذي يقع فيه مستشفى العرضي حيث نقل إليه صالح فور إصابته قبل سفره إلى السعودية لتلقي العلاج. الى ذلك قالت مصادر محلية ان طائرة قصفت امس الجمعة أحد المنازل في مدينة جعار بمحافظة ابين الجنوبية ما أسفر عن مقتل امرأتين ووقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين. واستهدفت الغارة منزل الجهادي نادر الشدادي ما أسفر عن مقتل امرأتين من عائلته وإصابة آخرين بينهم والدته. وأضافت المصادر ان الشدادي لم يكن متواجدا في المنزل. والشدادي ناشط فيما يطلق عليها جماعة "أنصار الشريعة" التي تقاتل القوات الحكومية منذ نحو أسبوعين بعدما سيطرت على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، بينما تقول السلطات إنهم من تنظيم القاعدة. ونجا الشدادي من القصف بسبب عدم تواجده في المنزل. ولم تعرف ما إذا كانت الطائرة يمنية أم أمريكية من دون طيار.