تعمل أمانة مدينة الرياض حالياً مع الهيئة العليا للسياحة والغرفة التجارية الصناعية بالرياض، لوضع اللبنات الأولى لمهرجان صيف الرياض لعام 1426ه، والذي يشتمل على العديد من البرامج والفعاليات التي تعتمد على ما تتمتع به الرياض من مقومات سياحية فاعلة. «الرياض» حاورت أحد أكبر المستثمرين في المشاريع السياحية بالرياض ورئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، ورئيس اللجنة السياحية الوطنية الفرعية بمجلس الغرف التجارية، ومدير عام شركة المعجل للمشاريع السياحية المحدودة، رجل الأعمال محمد بن إبراهيم المعجل، الذي تناول في الحوار عدداً من المواضيع التي تهم المستثمرين في المجال السياحي، والمعوقات التي تواجه المستثمرين، والمطالب التي يأمل بتحقيقها هؤلاء المستثمرون. ٭ «الرياض»: كيف كان دخولكم مجال الاستثمار السياحي؟ - بدأ التفكير في دخول المشاريع السياحية قبل 25 سنة تقريباً خصوصاً أن البلاد في ذلك الوقت كانت بحاجة ماسة إلى مثل هذه المشاريع وكانت بدايتنا بمشروع منتزه الخيمة الترفيهي عام 1402ه وبعد ذلك عقدنا اتفاقيات مع شركات عالمية مختصة في هذا المجال وشركة المعجل لديها من الخبرة الطويلة والحمد لله مما مكنها من أن تكون من الشركات الرائدة في مجال الترفيه السياحي. ٭ «الرياض»: بحكم تجربتكم الطويلة في القطاع السياحي ما تقييمكم للمناخ السياحي في المملكة حالياً ومستقبلاً؟ - التنمية في المملكة شملت جميع القطاعات (الصناعي، والزراعي، والصحي، والتعليمي) غير أن القطاع السياحي لم يحظ بالدعم نفسه الذي حظيت به القطاعات الأخرى، فهو يحتاج إلى دعم أكثر لكي يتماشى مع القطاعات الأخرى، وكما هو معروف بأن القطاع السياحي من القطاعات التي تحمل لواء التنمية ويغلب عليها الطابع أكثر من الاستثمار، بمعنى أنه يتطلب وقتاً طويلاً حتى يعود بالنفع على المنطقة، وكثير من دول العالم تبنت المشاريع السياحية إيماناً منها بأنها أحد روافد التنمية وأحد مصادر الدخل، ففرنسا - على سبيل المثال - رغم اعتزاز شعبها بثقافته، ورغم التصادم الحضاري بينه وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية أعطت أراضي شاسعة بضواحي باريس لشركة والت ديزني مجاناً، وأنشأت الحكومة البنية التحتية للمدينة الترفيهية، وكذلك محطة قطار خاصة لوالت ديزني بألف مليون فرانك فرنسي. والحكومة الفرنسية لم تفعل ذلك إلا لأنها تدرك بأن هذا سيساعد على تنشيط السياحة لديها وخصوصاً وأنها من البلدان الأولى سياحياً. ومثال آخر المجلس البلدي الدنماركي أعطى لإحدى الشركات السياحية العالمية عقد مدته 160 سنة بسعر رمزي جداً. وأغلب البلدان الناشطة في السياحة يكون هذا النشاط تابعاً للبلديات، وحتى الفنادق الضخمة (الخمس نجوم) لولا دعم الحكومات لما وصلت إلى هذا المستوى مثل فندق (الرياض انتركونتننتال). ٭ «الرياض»: تطرقت إلى المجلس البلدي في الدنمارك، والآن هناك مجالس بلدية في السعودية، ماذا تأمل منها؟ - نأمل من المجالس البلدية والأمانات والبلديات أن تغير نظرتها للنشاط السياحي، وتعتبره نشاطاً تنموياً أكثر مما هو استثمارياً يفيد المنطقة على المدى البعيد، وأن تساعد القطاع بالدعم اللاتمويلي نظراً لأنه يوفر فرص عمل، ويخفف من سفر الأهالي إلى خارج المملكة، ويرفع من الدخل القومي للبلد. ٭ «الرياض»: ما هي أبرز العوائق التي تواجه القطاع السياحي في المملكة بشكل عام؟ - لا نسميها عوائق، وإنما هي تحديات، فمنها إجرائية، والقصد من ذلك تخصيص أراض ومناطق للمشاريع السياحية، وتعطى بأسعار مخفضة أو مجانية والتسهيلات في القوانين، وأيضاً هيكلية بمعنى أنه يفترض أن تكون أجهزة إدارية معنية بالقطاع السياحي لكل منطقة، وحتى الآن الأجهزة الإدارية دون المستوى المطلوب، ووجود الهيئة العليا للسياحة أعطانا أملاً كبيراً للارتقاء بهذا القطاع، وكذلك تمويلية، أي وجود صناديق تمويل من مؤسسة النقد تدعم ومن وزارة المالية. واجتماعية أيضاً، فلكي تخلق مجتمعاً سياحياً اجتماعياً فنحن ننادي بالسياحة الأسرية. ٭ «الرياض»: ما هي استعداداتكم لتنظيم مهرجان صيف الرياض الأول؟ - نحن الآن بصدد إنشاء مهرجان الرياض، ونتمنى أن يلاقي الدعم من جميع القطاعات الحكومية المعنية، وتم الاتفاق على أن يكون المهرجان مميزاً، حتى وإن كان بسيطاً وصغيراً لتسهيل عملية إدارته، وسيكون المهرجان الأول في مدينة الرياض، وتحديد المشاركين من القطاع الخاص سواء المطاعم والشقق المفروشة والفنادق والمجمعات التجارية، ومن جهات القطاع الخاص عموماً، والحكومية أيضاً، ونأمل أن يكون المهرجان بداية نجاح لمهرجانات أخرى، وبداية خير لصيف الرياض نأمل أن يكون منافساً لبقية مدن المملكة نظراً لتوفر الامكانات السياحية في العاصمة. ٭ «الرياض»: وما هي أبرز البرامج والفعاليات في المهرجان؟ - خلال المهرجان سيدشن العديد من الفعاليات، ومن أبرزها برنامج العرسان، ويستمر خمسة أيام وسنوفر خلاله الإقامة في الفندق وسيارة فخمة وأمسية جميلة وبسعر مخفض، إضافة إلى عشرين فعالية ستقام في المدن الترفيهية، وفي المجمعات التجارية التي ستقيمها الهيئة العليا للسياحة، بالاضافة إلى التخفيضات تزيد عن 30٪ في المراكز التجارية الكبرى. ٭ «الرياض»: مما لا شك فيه أن نسبة كبيرة من سكان المملكة هم من فئة الشباب فأين نصيبهم من المشاريع السياحية؟ - المشكلة التي تواجهنا هي عدم معرفة ماذا يريد الشباب؟ بمعنى أن شريحة الشباب تتفاوت أكثر من فئة في المدى العمري، فالشاب بين 16وال20 يختلف عن 25، وال30 فلهذا نحن نفتقر إلى البحوث والدراسات التي تبين رغبات الشباب ونتأمل من الهيئة العليا للسياحة أن تسد هذه الثغرة، وأن تزود المستثمر بالمعلومات الكافية لكي يخوض التجربة بخطى ثابتة. منتجعات بحرية ٭ «الرياض»: ما رأيك في إقامة منتجعات بحرية ضخمة بمدينة الرياض؟ - نحن نؤيد بقوة أي مشروع سياحي أو ترفيهي في مدينة الرياض سواء كبر أو صغر لأنه يخدم القطاع نفسه ويخدم المواطنين والمقيمين. ٭ «الرياض»: وماذا عن الدور السينمائية؟ خاصة وأن بعض الشباب يسافرون إلى الدول المجاورة لمشاهدة الأفلام السينمائية، فهي هناك مبادرات لإقامة مثل هذه المشاريع؟! - أعود وأقول إن وجود الدراسات مهمة جداً بالنسبة لنا، خاصة وأن لنا كمجتمع سعودي خصوصيات تختلف عن بقية المجتمعات، ولذلك يجب أن ننطلق في مشاريعنا، ونحن واثقون فيما نصل إليه، وأنا أعتقد أن الإنسان دائماً ينطلق من الصالح العام، ومن المبدأ العام، وإذا كانت هناك محاذير، فكيف أتجنبها، والمعروف أن المجتمع السعودي يغلب عليه طابع التدين، والتحدي يتمثل في كيفية التقليل من سفر الشباب إلى الخارج، ومن خلال إيجاد برامج وفعاليات تجذب الشباب وتملأ فراغهم. ٭ «الرياض»: رسائل تود إرسالها عبر اللقاء؟ - لدي ثلاث رسائل أريد إيصالها: الأولى للمسؤول المعني بالقطاعات السياحية أن دعم مثل هذه المشاريع حيث لا يزال القطاع السياحي يحبو ولا يزال في خطواته الأولى، وأتمنى أن يتعامل مع هذا القطاع كما يتعامل مع بقية القطاعات، وأن ينظر إليه نظرة أبوية حنونة لأن هذا القطاع مازال صغيراً يحبو. والرسالة الثانية لرجل الأعمال بأن يستثمر في هذا المجال لأنه جزء من واجبه الوطني حتى وإن كان العائد المادي قليلاً وضعيفاً. والرسالة الثالثة لأخي المواطن بأن يحاول إثراء ثقافته السياحية، وأن يراعي أخلاقيات العمل السياحي.