بدأت أمس في العاصمة الاماراتيةأبوظبي أعمال الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الاماراتي وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وفرانكو فراتيني وزير الخارجية الايطالي. وشارك في الاجتماع أكثر من عشرين وزير خارجية والعديد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية كمجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو". عبدالله بن زايد: المجلس الوطني الانتقالي يمثل الشعب الليبي ويعبر عن طموحاته ورحب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالمشاركين في الاجتماع متوجها بالشكر الى دولة قطر وجمهورية إيطاليا لاستضافتهما الاجتماعين السابقين.. مؤكدا ثقته بأن الاجتماع سيحقق تقدما كبيرا بناء على ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة. ثوار ليبيا سيعطون أولوية اقتصادية للدول التي وقفت إلى جانبهم وقال في كلمته أمام الاجتماع " لقد كان واضحا من اجتماعي الدوحة وروما التعاون العميق بين الدول المعنية بدعم ليبيا وحرصها على الوقوف مع الشعب الليبي تجاه الظروف التي يمر بها لتتمكن في نهاية المطاف من تحقيق طموحاتها المشروعة ". وأضاف " ان الجهد الجماعي في تعاطينا تجاه الوضع في ليبيا يمثل التزاما صادقا من المجتمع الدولي تجاه الشعب الليبي ويعبر عن الإرادة الصلبة لحمايته والوقوف بجانبه والمتمثل في العمليات التي يقوم بها الناتو بالمشاركة مع الدول الصديقة من أجل حماية المدنيين ". وأكد ان الامارات شاركت بفاعلية في تطبيق قراري مجلس الأمن 1970 و 1973 الداعية إلى الإسراع وتعزيز الجهود بين كافة الأطراف الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا .. مشددا على وحدة التراب الليبي حيث يبقى الدور العربي في هذا المجال مهما ورئيسيا في دعم الشعب الليبي ونسعى أن يكون هذا الدور بارزا ومعبرا عن التضامن الأخوي مع أشقائنا في ليبيا. وقال " لقد أثبتت الأيام والأسابيع والأشهر ان المجلس الوطني الانتقالي هو المؤسسة التي تمثل الشعب الليبي وتعبر عن طموحاته لغد مشرق وعلينا ان نحيي جهود المجلس في ضم كافة مناطق ليبيا ضمن الاجماع حول ليبيا جديدة وموحدة تتطلع بكل ثقة نحو المستقبل .. ولا يخفى عليكم في ان المجلس في أمس الحاجة الى المزيد من الدعم من شركائه الدوليين سياسيا واقتصاديا ". ونوه وزير خارجية الامارات الى ان اجتماع أبوظبي حقق إنجازا مهما في معالجة العقبات أو بعضها التي كانت تمنع الآلية المالية الموقتة في السابق من دخول حيز التنفيذ والآلية بامكانها الآن أن تتلقى التعهدات المالية من الدول. وأكد ان الاجتماع هو فرصة مهمة وضرورية لنا جميعا للتعبير وتبادل الآراء حول التطورات لليبيا ما بعد القذافي وفق آليات فاعلة وآمنة على أن يتم ذلك من خلال العمل جماعيا وبشكل وثيق ومنهجي يتم من خلاله الوصول الى ليبيا جديدة وفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي بحول الله ، وعبر عن أمله في أن تكلل الجهود المشتركة بالنجاح وان نوفق فيما نسعى اليه من خير لليبيا. من جانبه قال فرانكو فراتيني وزير خارجية ايطاليا ان مرحلة ما بعد القذافي بدأت بالفعل وعليه الاستسلام قبل اعتقاله أو قتله فيما وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أيام القذافي في سدة الحكم بأنها باتت محدودة . وأعلن الشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي عن تحويل 180 مليون دولار إلى ثوار ليبيا فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية ان بلاده ستقدم مساعدة من 300 إلى 400 مليون يورو إلى الثوار. كما ألقى عدد من وزراء الخارجية ورؤساء الوفود المشاركة كلمات خلال الاجتماع أكدوا خلالها على أهمية دعم المجلس الوطني الانتقالي الليبي ومساعدة الشعب الليبي وضرورة تأسيس آليات دولية لفك الأصول المالية المجمدة التي كان نظام القذافي يحكم عليها قبضته سابقا ليتم توجيهها لصالح الشعب الليبي. وناقشت مجموعة الاتصال خيار تنفيذ التدابير العقابية ضد الأفراد والشركات والهيئات الأخرى التي تستمر في دعم نظام القذافي سواء من ليبيا أو من الخارج. وقام الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وفرانكو فراتيني وزير خارجية ايطاليا ومحمود جبريل رئيس الوزراء الموقت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي بالتوقيع على اتفاقية تمكن الآلية المالية المعنية بدعم المجلس الوطني الانتقالي من دخول حيز التنفيذ وتلقي التعهدات المالية من الدول. من جانبه، اكد نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبدالحفيظ غوقة للصحافيين في ابوظبي ان وضع الثوار سيكون "صعبا" اذا لم يتم التوصل الى اتفاق واضح يؤمن التمويل اللازم بسرعة، ووصف الآلية المالية الموقتة بانها "معقدة" داعيا الى الوصول الى بديل عنها اذا كانت لا تؤمن التمويل المطلوب. وكان المجلس اكد مرارا ان وضعه المالي صعب وطالب بالاستفادة من عشرات مليارات الدولارات المجمدة التابعة لنظام اللقذافي. وقال غوقة "نحن نسعى للدعم السياسي في هذا الاجتماع لكن المهم بالنسبة لنا في هذا الاجتماع هو الدعم الاقتصادي وامكانية استفادتنا من اموالنا وارصدتنا وحصولنا على كل ما نحتاج من اموال". واضاف "تحدثنا عن الآلية الدولية وحتى الآن لم نحصل على شيء من هذه الآلية او على ما نحتاج من اموال المرحلة الراهنة". وشدد غوقة على ان "الاوضاع ستكون صعبة اذا لم نخرج من الاجتماع بنتيجة ايجابية وبوقت محدد لحصول الليبيين على يحتاجونه لتوفير احتياجاتهم من غذاء ودواء الى آخره". ووصف المسؤول في المعارضة الآلية الدولية الموقتة بانها "معقدة بعض الشيء" مضيفا "نحن نسعى لايجاد بديل اذا كانت لا تؤدي الى حصولنا على احتياجاتنا". وخلص الى القول بان "نظام القذافي زائل لا محالة" وبان الادارة الليبية المقبلة "ستعطي اولوية اقتصاديا للدول التي وقفت الى جانبنا". وفي السياق نفسه، اكد مسؤول النفط والمالية في المجلس الوطني الانتقالي علي الترهوني ان اجتماع ابوظبي سيكون "فشلا ذريعا" اذا لم يتوصل الى وضع الآلية لتمويل الثوار. وقال "امل اننا سنتمكن في هذا الاجتماع من وضع آلية مالية والا فان هذا الاجتماع سيكون فشلا ذريعا". إلى ذلك، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية صباح أمس في أبوظبي وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي شاركت في الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا في أبوظبي. بحث اللقاء سبل تعزيز علاقات التعاون المتميزة بين الإمارات والولايات المتحدةالامريكية في ضوء ما يجمع البلدين من روابط تعاون وصداقة متينة. كما استعرض اللقاء التطورات والمستجدات الراهنة التي تعيشها المنطقة اضافة الى مداولات الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا حيث تم التأكيد على أهمية تضافر الجهود الاقليمية والدولية ومواصلة العمل من أجل تحقيق المزيد من التقدم لتوفير الدعم السياسي والمالي لخدمة الاغراض الانسانية وانهاء الأزمة المعيشية التي يعيشها الشعب الليبي في اطار سعيه نحو تحقيق تطلعاته في بناء ليبيا المستقبل.