تفاوتت آراء العقاريين في المنطقة الشرقية حول ما إذا كان الصيف المقبل سيلقي بظلاله مثل كل عام على القطاع العقاري، ويصاب بحالة ركود موسمية، واستشرف المختصون فترة الصيف المقبلة من خلال آرائهم التي انصبت في صالح القطاع وبطبيعة الحال المواطن كمستهلك نهائي وممثل عامل الطلب الكبير، فمنهم من قال بأن القطاع لابد وأن يخضع للركود الموسمي واعتقد الآخر بأن الوضع سيكون مخالفا عما عهده القطاع والمتعاملون فيه ، فقد توقع رجل الأعمال طلال الغنيم أن يمر القطاع العقاري بحالة ركود موسمية كعادته معللا ذلك بعدم تواجد أصحاب القرار أو إحجامهم عن اتخاذ أي قرار في هذا الوقت واعتبروه فترة استراحة يقومون فيه بقراءة سريعة للسوق العقاري يرسمون من خلالها خطواتهم مع بدء عودة النشاط للسوق مرة أخرى . عادل المد الله ووصف الغنيم هذا الركود بالطبيعي حيث إنه هو المعتاد طيلة نهاية كل المواسم الماضية ، ولكنه أكد في الوقت ذاته على الوضع العام في القطاع العقاري مطمئن حيث انه يتسم بالمصداقية – على حد قوله – وشهد نوعا من التحفظ خصوصا من الجهات التمويلية كالمصارف التي بدأت تعيد حساباتها ألف مرة قبل الشروع في أي مشاريع تمويلية للقطاع العقاري الذي يتصف بالضبابية . حول ذلك قال رجل الأعمال عادل المد الله بأن القطاع العقاري في المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص يشهد طفرة عقارية مدعومة وبشكل كبير جدا من قبل الدولة حيث إنه قامت في الفترة الأخيرة بمعالجة وضع الإسكان في المملكة مما جعل الفرص الاستثمارية أكبر وذات مردود إيجابي على المواطن والوطن في رفع مستوى التنمية . محمد صالح الخليل وأكد المد الله أن الأوضاع الأمنية المطمئنة لها دور كبير جدا في جذب الاستثمارات الأجنبية وجعلها تتنافس للدخول إلى المملكة مما سيسهم في تسريع عملية البيع السريع بداخل القطاع العقاري ، وأضاف المد الله إن المنطقة الشرقية تتمتع بوجود عامل سياحي يضفي نوعا من الخصوصية على المنطقة ويدفع القطاع إلى الأمام بسبب الإقبال عليها خلال الصيف من المصطافين بداخل المملكة أو الخليجيين على حد سواء ، ودعا المد الله العقاريين ذوي الخبرة المتوسطة أو الصغيرة عدم الدخول في مشاريع تتجاوز قواهم الاستثمارية لعوائدها السلبية على القطاع بشكل عام والمستهلك النهائي على وجه الخصوص . حسن القحطاني وتوقع المد الله أن الصيف المقبل لن يشهد حالة من الركود كما هو المعتاد كل عام حيث ان عمليات الشراء ربما تبلغ 70% بينما العرض والبيع قد يصل 30% ويستوى الأفراد والشركات في المساهمة في هذا النشاط الصيفي، وعلل ذلك بالنشاط الأخير الذي قامت به الدولة حيث ان تأثيرها على القطاع من خلال ماسبق ذكره وصل 93% بسبب تلك الأموال التي تم ضخها للسوق العقاري . على صعيد آخر قال المهندس محمد صالح الخليل نائب رئيس اللجنة الوطنية العقارية إن القطاع العقاري يشهد حركة تنموية قوية مدعومة من قبل الدولة وليس هنالك شك أن يبقى هذا المسار الذي يعد مسارا تصحيحيا للقطاع في توجهه نحو الأفضل بمشيئة الله خلال الصيف القادم حيث إن الركود الموسمي الذي يلقي بظلاله على القطاع كما عهده المتعاملون بداخله لن يطال إلا الصفقات الكبرى التي تخص فئة معينة من العقاريين والذي يعزفون عن اتخاذ قراراتهم خلال الصيف بسبب السفر ودواع أخرى ، ومن المهم التركيز على أن المشاريع الإسكانية والمشاريع العقارية الأخرى ذات العوائد التنموية على القطاع العقاري لن تصاب بأي حالة ركود لكونها مدعومة وبقوة خلال الفترة الماضية من الدولة ، حيث إن المشكلة هي وطنية بالمقام الأول . بشار العزاز ودعا الخليل إلى التثبت من الاحصائيات معللا ذلك بتأثر السوق بما يثار حوله من أرقام ونسب – إن لم تكن مدروسة ودقيقة – وعدم ذكرها إلا حال ثبوتها والتأكد أيضا من المصداقية التي تعد المقياس المفقود لدينا في غالب الأوقات، في الوقت ذاته هنالك وزارة العدل تقوم بإصدار مؤشرات ذات صور واضحة لحركة العقار في المناطق يمكن الرجوع إليه حال الرغبة في التوجه لقراءة أرقام القطاع . وأشار الخليل إلى أنه من المتوقع أن تستمر حركة البيع والشراء على مستوى الوحدات السكنية خلال فترة الصيف لوجود عوامل تشجع على ذلك منها الحرية والوقت الذي يساهم في القراءة الجيدة من قبل العائلات للخيارات المتاحة والمناسبة للمسكن . من جانبه قال حسن القحطاني إن القطاع العقاري مقبل على دورة اعتيادية طبيعية – على حد وصفه – تتسم بالركود الموسمي والذي ليس من الغريب أن يكون طيلة فصل الصيف وان تكون حركة البيع والشراء – في قطاع الأراضي – متدنية في المنطقة الشرقية لابتعاد أصحاب القرار في تلك الفترة ، وأوضح القحطاني أن الفترة الراهنة التي يمر بها في الشرقية هي فترة جيدة وتتسم بالعقلانية إلى حد ما. في ذات السياق أكد بشار العزاز على أن الفترة المقبلة والتي سيتخللها الصيف ستكون فترة هدوء ولكنه مختلف تماما عن السنوات السابقة حيث إن حركة المبيعات في الوحدات السكنية ستظل مستمرة ونشطة خصوصا وان شهر رمضان المبارك سيتخلل هذه الفترة مما قد يكون عائقا أمام العائلات في السفر والاصطياف في مناطق أخرى مما قد يساهم في استمرارية حركة المبيعات خلال هذا الصيف .