هل ظلم الوحدة من قرار لجنة الانضباط ؟ سؤال يستحق أن يظل مطروحاً على الساحة الرياضية لاسيما وأن القرار يمس نادي بعراقة وأصالة الفريق المكاوي أحد الأندية الجماهيرية التي تضيف للدوري السعودي الشيء الكثير ولنادي صال وجال كثيراً في الملاعب السعودية سنوات عديدة وسجل لنفسه حضوراً في النهائيات ولعل آخرها نهائي كأس ولي العهد للموسم الحالي، ورغم تذبذب مستوى فريق الوحدة في الموسم الحالي إلا أنه نجح في البقاء في دوري "زين" للمحترفين لموسم آخر، قبل أن تصدر القرارات التاريخية والتي أسقطت وحدة مكة إلى غياهب الدرجة الأولى لتزيد الضغط على رجال الوحدة وفي مقدمتهم رئيس النادي جمال تونسي الذي كان قد طالب المسؤولين في الاتحاد السعودي مراراً وتكراراً بتطبيق المادة 15 من لوائح الاتحاد السعودي والتي تنص على "هبوط الفريقين" إلى الدرجة الأولى بمعنى أن يهبط التعاون رفقة الوحدة إلى الدرجة الأولى - في حال ثبوت تعمد تأخيرهما بالنزول لأرضية الملعب - إلا أن لجنة الانضباط فشلت في قراراها حيث طبقت القرار بناء على "خبرة" رئيس لجنة الحكام عمر المهنا وهو الأمر الذي آثار غضب التونسي والذي ظهر منطقياً بمطالبه بتطبيق اللائحة استناداً على تقرير حكم المباراة دون الحاجة في الدخول بمتاهات وخلافات لا نهاية لها، وكان التونسي قد ظهر بصورة محزنة عقب نهاية مباراة فريقه أمام الاتفاق في كأس الملك والتي كسبها بهدفين مقابل هدف ودخل على إثرها غرفة العناية المركزة . الوحدة هل يبقى في الممتاز وكان من الأولى أن تعود لجنة الانضباط إلى "تقرير الحكم ومراقب المباراة" ومن ثم العودة إلى شريط المباراة لمطابقة التوقيت بين التقرير والشريط، فإن كان هناك تأخر مثلما يذكر من الفريقين تلجأ اللجنة إلى اللائحة رقم 15 وتوقع العقوبة على كلا الفريقين، والتي تنص على شطب نتائج كلا الفريقين وهبوطهم إلى درجة أدنى معتمدين بذلك على لائحة واضحة ومفسرة للجميع دون الحاجة لخبرة رئيس لجنة الحكام أو شكوك رؤوساء بقية اللجان فليس من المنطق أن يهبط فريق ويخسر الكثير من الدخل المادي وقبل ذلك يتم الإساءة إلى سمعة النادي دون الاعتماد على لائحة واضحة يتم تطبيقها بحذافيرها فتطبيق اللائحة كان سيغني الإتحاد السعودي عن اللجوء إلى الفيفا، فالاحتكام إلى الاتحاد الدولي "الفيفا" لا حاجة له فيما لو طبقت اللائحة على هذا الموضوع والمتوقع أن يأتي رد الاتحاد الدولي واضحاً في هذه المسألة وربما يلحق التعاون بالوحدة في حال تم التصديق على ما جاء في تقرير حكم المباراة. أكاد أجزم أن الدموع التي ذرفها الرئيس الوحداوي جمال تونسي في لقائه التلفزيوني نتاج الإحباط والقهر من القرار الذي صدر مستنداً على لائحة لم يتم تطبيقها كاملة، وعلى شكوك وأحاديث لا تحمل الطابع الرسمي وعلى خبرة تنسف تاريخاً عريقاً لنادٍ بمكانة الوحدة فالتونسي مطالبته منطقية وحديثه سليم، ودموع التونسي التي ذرفها مطالباً بتطبيق اللوائح والأنظمة على ناديه في هذه القضية هل تفيق على إثرها لجان الاتحاد السعودي من سباتها وترفع أصابع الاتهامات والشكوك عن سمعة النادي بغض النظر عن بقاء الفريق أو هبوطه؟ أم تهوي خبرة رئيس اللجنة وشكوك زملائه رؤوساء اللجان بسمعة فريق الوحدة ومكانته إلى درجة أدنى؟