يتميز كتاب " المجتمع العربي من سيادة العلم إلى وحل المعرفة" والذي اصدره الدكتور يحيى محمود بن جنيد عن دار الغرب بتونس، باحتوائه على اقتباسات مطولة أوردها لتكون شواهد قاطعة على المسارين ؛ الإيجابي الموضح لحركة العلم والرقي المجتمعي ، والسلبي؛ الموضح لحركة التقديس والشعوذة والخرافة، وما أصاب المجتمعات من انحدار أخلاقي،و قد أوضح الدكتور يحيى أنه نشر في عام 1408ه كتاباً بعنوان " كيف ورثنا الأمية: أسس الحضارة وعوامل السقوط، وقد اعاد المؤلف النظر في محتوى ذلك الكتاب وأضاف إليه إضافات كثيرة، وعدل في محتواه ليأتي هذا الكتاب مركزاً على جملة أمور تظهر في مجملها الفرق بين حركة العلم المستندة إلى أهداف إيجابية محورها الإبداع والاسهام في البناء الحضاري، وبين الجنوح والسقوط في أوحال التخلف من خلال الدوران في فلك التقديس والدروشة والتصوف الخرافي، وقد قسم الدكتور بن جنيد الكتاب إلى قسمين بعد المقدمة والتمهيد،القسم الأول بعنوان الإرتقاء في سماء العلم والمعرفة، تناول فيه الركائز بين الحاضر والماضي، متحدثاً عن المكتبة والمدرسة ودور الانسان، وقوانين السلوك وآدابه، والتنوع الثقافي والعلم التطبيقي، ووضوح لغة العلم، والاعتراف بالآخر واحترام الإنسان، والاهتمام بالصناعة والحرف،والاحتساب والصيدلة، وفوائد استرجاع الماضي العلمي، والقسم الثاني بعنوان الانحدار في وحل الخرافة، تحدث فيه عن بذرة السقوط، والثمرة الآثمة وأعلام السقوط وعالم الخرافة كيف يتجلى في عصر العلم، والمآخذ والجناية على التعليم، واختتمه بمناقشة كيفية النجاة من وحل التخلف، وقد أعقب ذلك عدد من الملاحق بدأها برسالة الحسن بن الهيثم في نربيع الدائرة، ونماذج معبرة عن العناية بالعلم والاهتمام به في المجتمع العربي قبل الإنحدار، وتراجم الصوفية ، والصوفية في الشبكة العنكبوتية، ونماذج من كتب السحر والطوالع، واختتمت الملاحق بنماذج من أخبار السحر والسحرة في بعض الصحف السعودية، وأور سرداً لأهم المصادر والمراجع. والكتاب يقع في 419 صفحة بطباعة أنيقة.