تثقب الشمس سقف السماء .. فنتأرجح كثيرا .. بين أن نرسم بأجسادنا الظل الطويل متوثبًا للصباح وبين أن نتركه منهكًا في المساء ..! كلا الظلين طويلٌ لكنَّ الأول يمضي إلى الفناء ، والثاني بدأهُ بالفعل ..! *** جئتُ من آخرِ الوقتِ مستلقيًا في أريكةِ أغنيةٍ ويدي في جيوبِ الحقيقةِ تقرأُ مخطوطةً من عصورٍ طويلةْ ..! جئتُ .. لاشيءَ غير يدي والبداية .. كل المساجينِ في حزنِ تاريخنا من دعاةِ الفضيلة ْ..! وكل الجنود الذين يعودون من دونِ موتٍ .. يقولون ( تحيا ) الحياة الذليلةْ ..! إذن من تكون الوسيلةْ ..؟! فتاةٌ تبيع دمي عند بوّابة الفلّ والياسمينِ ... وبي وطنٌ جائعٌ ويتامى صغارٌ وأمٌّ تفتّش عن زوجتي في بناتِ القبيلةْ .. ؟! إذن .. ياصديقي الحزين كهذا النهارِ .. الى أي دربٍ ستفضي الحكايا النبيلةْ ..!؟ هو الشعرُ .. كم مرّ من حول بابي أناسٌ .. أقطّرهمْ في دمي وقبائلُ شتى .. وما زلتُ ياصاحبي كلما متُّ قالوا يموت الفتى وهو يلهجُ ( حتى ) ..! أموت إذن ياصديقي .. فإن نزعوا من جيوبِ الحقيقةِ كفّي .. فإني حفظتُ وقد متُّ من قبل خارطةً للبلادِ القتيلةْ ..! *** جئتُ في ساعتي حبّةُ الخالِ أنثى وفي ساعدي وشْم سيدةٍ لو تغنّي سترقصُ كل المساءات في جنباتِ السكينة..! جئتُ رقيا لأمٍّ حزينةْ ..! تجوع البلادُ ..ذئاب المدينةِ تأكل حتى نفاياتها ... والخرائب ملئى بقافلةِ الانتظارْ ... مثلما ... تكبرُ الغرغينةُ في وجْه يومي أصلّي وراء العشاءِ ثلاثا ... وأصحو أسافرُ خلف الصباحِ الذي يعبس الناسُ في وجههِ يوم ( سبْتٍ ) ، وما حيلةُ السبتِ إلا افتتاحُ البناياتِ فوق دُوار المدينةْ ..!! *** جئتُ .. رملُ المواسمِ صحراءُ ذاكرتي .. والنداء طريقُ المؤذنِ نحوِ الصلاة ... جئتُ من أول الكذبِ في سقطاتِ الرواةْ ومن آخر الصدق في غزواتِ النجوم وزيفِ التواريخِ .. من شجرٍ كالأراكِ استوى لونُه أخضرٌ وانعتاق السواكِ احمرارٌ يسوم الأذي في فمِ الحلمِ ... قلنا ابتُلينا فقالوا : دُعاةْ ! سلامًا عليّ أجيءُ كبحرٍ من الشعرِ ( غاص ) الخليلُ بلجّته فاشترى من بلادِ الملوحةِ صبرَ القصيدةِ حين تطيع النحاةْ ..!