يا له من عام تاريخيّ بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى! إن عام 2011 هو عام مميز أو عام المتغيرات والمفاجآت لدرجه أنه لا يعطينا وقتاً لالتقاط الأنفاس من كثرة أحداثه! والتي ستغير التاريخ السياسي لشعوب الشرق الأوسط والعالم ككل . هذه الأحداث كشفت عن الوجوه الحقيقية للتيارات بدون تجميل أو تزييف لكن لم يكن أكثر المتشائمين يعتقد أن بعض التيارات قد يملك هذه الجرأة من النفاق السياسي والتناقض.. كنا سابقاً نلوم الحكومة الايرانية على ازدواج معاييرها؛ حيث إنها كانت تقمع ثورة شعبها السلمية بقسوة وفي نفس الوقت تدعي تشجيع ثورات الشعوب الأخرى لكن الان يوجد تيار جديد أكثر تناقضاً وازدواجية من إيران نفسها ألا وهم بعض السياسيين الجدد في العراق ! فهم يجبرونك على الاستغراب من مدى عمق التناقض في المواقف بكل صلافة وجه ! والامثلة كثيرة شاخصة للعيان . بعض الساسة العراقيين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما بدأت الكويت بإنشاء ميناء بحري على أرضها، وهو حق سيادي ضمنته كل الأعراف خصوصا أن الميناء بعيد جدا عن أي ارض متنازع عليها بين العراق والكويت ! والحجة اضعف من أن تقال (فلربما مستقبلا أثر على مينائنا) كما قال بعض الساسة ! لا أعلم أي قانون في العالم يقول إنه يجب على الدولة أن تستأذن من جيرانها إذا أرادت إنشاء مطار أو ميناء على أرضها؟! لكن في المقابل هؤلاء السياسيون العراقيون سكتوا وصمتوا عن مشكلات أخطر وأكبر تضر العراق بشكل مباشر فإيران تسببت في كارثة بيئية لإقليم البصرة حيث قامت بتحويل احد روافد شط العرب بشكل كامل لإيران.. لقد أغلقت نهر الكارون وهو من الروافد الرئيسية لإقليم البصرة ! هل يصدق أن العراق بلد الرافدين يموت عطشاً ! ولم نسمع من هؤلاء أي صوت أو كلمة ! ليس هذا فقط بل تقوم إيران بتسميم العراقيين بإرسال مخلفات مصفاة عبدان للأراضي العراقية أين سيادة وحقوق العراق !؟ أو لأنها إيران فلم نسمع أي تعليق، وكما يقول المثل ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب، لكنه تغير مع العراق وإيران وأصبح إلى( تسميم الحبيب مثل أكل الزبيب)! كلنا يعرف لماذا بدأت بعض الأصوات النشاز تصدر من جنوب العراق بسبب أن الكويت قامت بعمل من أعمال السيادة انه التحريض الإيراني بسبب موقف الكويت من خلية التجسس الإيراني وموقفها من أحداث البحرين لذلك أعطت إيران الاشارة لمطبليها في العراق لرفع صوت النغمة. أين هم هؤلاء المطبلون من إخوانهم الشيعة المساكين في معسكر اشرف الذين قتلتهم القوات العراقية بأوامر من إيران !سمعنا أصواتهم النشاز في أحداث البحرين بينما لم نسمعها على القمع الوحشي الدموي الذي مارسه النظام الإيراني على أبناء أعمامهم العرب الشيعة في الاحواز المهمشة! الأمثلة كثيرة وعديدة على تضارب وازدواجية المواقف لبعض ساسة العراق فإيران احتلت احد حقولهم النفطية وسكتوا وكأن الأمر لا يعنيهم !لا أستغرب غدا أن تدفن إيران نفاياتها النووية في العراق فهي تعلم أن بعض ساسته لا يهمهم أن يموت شعبهم أو يتسمم ما دام أنهم سيحظون برضا الولي الفقيه. يجب أن يعلم هؤلاء الساسة أن دول الخليج لن تنسى وأن موعد الحصاد قد قرب وأنه في السياسة لكل موقف ثمن ! والمواقف السياسية لها توابع وليس كما بيع المسابح تنسى بسرعة! وإنه حتى الحلفاء الغربيين ممكن أن يتخلوا بكل سهولة عنهم كما فعلوا ببعض حلفائهم وعندها يكون موسم الصساد صعباً . **مما قيل هذا الأسبوع : تأتي ذكرى البيعة لتشعرنا بسمو وعمق العلاقة بيننا كشعب، وبين أبو متعب ! لا أمل الحديث عن أبو متعب فانا كأحد أفراد الشعب السعودي الذين هم بالملايين يعشقون هذا الرجل !نتكلم عن عدله أم عن حرصه على شعبه حتى وهو تحت مبضع الجراحة أم نتكلم على قوميته وعنايته بشؤون العرب والمسلمين ! كلنا عشاق وكل يبحث عن صفه ولكن كلنا يتفق بأنها تجتمع في أبو متعب (حفظك الله ورعاك وأدام عليك لباس الصحة)..