كشفت الحملة الوطنية لمكافحة السمنة والتي ينظمها كرسي السمنة بجامعة الملك سعود بالتعاون مع وزارة الصحة، عن أرقام متفاوتة وخطيرة لمعدلات ارتفاع السمنة لدى السعوديين، وبخاصة لدى شريحة الأطفال. ونظمت الحملة خلال شهرين العديد من المعارض الجوالة في الأسواق الكبرى في المناطق الثلاث الرياض والشرقية وجدة، وذلك بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من السعوديين، وقياس مدى انتشار مرض السمنة بينهم، حيث تفاوتت الأرقام بين معرض وآخر بحسب زيادة الشريحة التي أجري لها الفحص والاختبار اللازم لقياس نسبة الشحوم في الجسم. وبينت الأرقام الأولية للفحوصات مدى الحاجة الماسة لزيادة الجرعات التوعية للمجتمع واستخدام كافة وسائل الإعلام المتاحة، حيث إن الكثير من السعوديين لا يدرك أن السمنة قد تكون بداية لأمراض مزمنة وخطيرة مستقبلا وأهمها الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم والكلسترول في الجسم. وقال الدكتور عائض القحطاني استشاري أمراض السمنة في كلية الطب في جامعة الملك سعود والمشرف العام على الحملة، إن السمنة أصبحت وباء خطيرا وتتطلب تضافر الجهود لتوعية المجتمع بخطورتها، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن الحملة ركزت على الأماكن الأكثر حضورا للسعوديين والسعوديات والأطفال. وأكد القحطاني أن معظم العينات للسعوديين التي يتم فحصها في الأسواق تتجاوز نسبة الإصابة بالسمنة أكثر من 90% ، مشيرا إلى أن الحملة مستمرة في أداء عملها خلال الفترة المقبلة وذلك في المدن الصغيرة والوصول لمعظم شرائح المجتمع السعودي. وبين القحطاني أن معظم أسئلة السعوديين واستفساراتهم تدور حول كيفية تغيير سلوك الأطفال الغذائي، خاصة أن معظم الأطفال يجلسون أمام شاشات التلفزيون كثيرا، والحلول الممكنة للتعامل مع هذه المشكلة من قبل الأمهات. وركزت الحملة خلال جولتها في الأسواق على تقديم النصائح والحلول الممكنة، والتي تركز في غالبها على شرح واضح لأنواع الأطعمة التي يتناولها معظم السعوديين والسعرات الحرارية لكل نوع من الطعام وحاجة الجسم لكل سعرة حرارية. وتم عمل فحص مجاني للراغبين من الزوار يشمل: الوزن، وكمية الدهون في الجسم، وفحص السكر والضغط، إلى جانب تقديم مطبوعات ومنشورات متنوعة، تساعد على كيفية معرفة كميات الأكل التي يحتاجها الجسم، والبدائل الغذائية وما يمكن تناوله في الوجبات اليومية.