اعتبر وزير الداخلية الإسرائيلي متان فيلنائي ان فتح معبر رفح بشكل دائم ابتداءً من السبت المقبل، "المرحلة الاولى من حالة تنطوي على اشكاليات بالنسبة لاسرائيل"، معترفاً في الوقت ذاته بأن السلطات المصرية لم تتصرف بصورة تتناقض ومعاهدة "كامب ديفيد". وقال فيلنائي في حديث للاذاعة الاسرائيلية "ان مصطلح "الربيع العربي" الذي تستخدمه الولاياتالمتحدة لوصف الانتفاضات في العالم العربي ينطوي على أوهام، لان ما يحدث لن يتمخض على المدى القريب عن ارساء مبادئ الديمقراطية كما نفهمها". وفي هذا السياق، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها "ان مصر أوضحت لاسرائيل ان المعبر لن يستخدم لنقل البضائع، وان قيودا ستفرض على تنقل الاشخاص". وحسب المصادر ذاتها فان السلطات المصرية تعي المخاطر الكامنة وراء احتمال عبور عناصر (ارهابية) في معبر رفح، معربة - المصادر الاسرائيلية - عن ثقتها بان مصر "ستبذل كل جهد مستطاع للاشراف على حركة العبور". بدورها توقعت مصادرأمنية اسرائيلية ان يجلب فتح معبر رفح نفعا لاسرائيل، لافتة الى ان هذه الخطوة ستحيل المسؤولية عن الوضع الانساني في قطاع غزة الى مصر. وقالت هذه المصادر في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي "ان سلطات الجيش تستعد لاحتمال نقل البضائع من مصر الى قطاع غزة ابتداءً من يوم غد السبت." في الاطار ذاته، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن قرار مصر فتح معبر رفح فاجأ (إسرائيل). ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن فتح معبر رفح "لا يمكن أن نسمح به". وبينت أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية، منذ مطلع الشهر الجاري أيار - مايو كانت تشير إلى أنه من غير المتوقع أن يتم فتح المعبر بين رفح وسيناء بشكل مماثل لما كان عليه الوضع قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. ونقل عن مصدر أمني قوله إن الفحوصات والمحادثات التي أجريت مؤخرا تظهر صورة تشير إلى أن المعبر سيبقى مغلقا حتى الآن، ولا يوجد نية لفتحه. واعتبر المصدر الأمني أن الحديث هو عن قضية مهمة جدا، من جهة أن "الحصول على معلومات لناشطي الإرهاب من الممكن أن تمنحهم قدرات إرهابية أكبر بعشرات الأضعاف مما هي عليه الآن". وأضاف أن فتح المعبر بشكل حر لا يمكن أن تسمح به إسرائيل. وقال "لا يوجد تدخل إسرائيلي، ولا يمكن وصف المحادثات مع جهات مصرية بهذا الخصوص على أنها وسائل ضغط، ولكن إسرائيل تتابع ما يحصل". ولفتت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق إلى أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان أقام جدارا فولاذيا في الأرض على طول الحدود، ورفض فتح معبر رفح بشكل دائم حتى خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة في كانوني 2008-2009، كما عزز انتشار قوات الأمن المصرية على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، وقام بعزل الضباط الذين رفضوا تطبيق سياسة الحرب على "التهريب إلى قطاع غزة ومنها"، واعتقل عددا من المقاومين الفلسطينيين، كما رفض منح تأشيرة دخول إلى مصر لعدد من قادة حركة "حماس". وتابعت الصحيفة، "وبعد ثلاثة شهور ونصف من الثورة جددت مصر الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس" وأنجزت المصالحة، وأعلنت مؤخرا عن فتح معبر رفح. كما لفتت إلى تصريح رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، سامي عنان، في بيان رسمي مفاده أنه لا يوجد لإسرائيل أي حق في التدخل بقرار فتح معبر رفح، باعتبار أن المسألة هي مصرية فلسطينية".