** شعر الأمير خالد الفيصل .. أمير منطقة مكةالمكرمة نهاية الأسبوع الماضي بسعادة غامرة.. وهو يشرك سيدة كريمة انتقدت تباطؤ أجهزة الدولة.. في إنجاز مشاريع تأمين السلامة العامة لمدينة جدة من السيول.. كما انتقدت أيضاً وبكل صراحة ووضوح من اعتبرتهم المحيطين بسموه (ممن يعملون على عدم نقل الصورة الحقيقية له بكل أمانة) على حد تعبيرها.. ** أقول إن الأمير شعر بسعادة بالغة وهو يشرك هذه السيدة الشجاعة في حضور حفل بدء العمل بالمشروع بعد أن استوفى كافة شروطه.. وأدى إلى اختيار شركات عالمية على أعلى المستويات لتنفيذه.. وردّ بذلك على مخاوف هذه السيدة وغيرها.. وأكد من موقع المسؤولية.. والوطنية.. والاخلاقية.. أن الوطن بحاجة إلى من يعملون من أجله.. ويحترمون إرادة شعبه.. ويهتمون بأموره.. صغيرها وكبيرها.. ولا يتعالون على الناس.. ولايغضبون من صراحتهم.. وصدق تعبيرهم لما يدور في أذهانهم.. ** لقد أعجبني الأمير ثلاث مرات.. ** مرة.. حين استمع بكل هدوء.. وبإنصات شديد إلى هذه السيدة (المذعورة) قبل ستة أشهر مما يتهدد حياتها وأطفالها وحياة سكان المناطق التي تعرضت لأخطار السيول والأمطار.. ولم يزعجه طرحها.. ** وأعجبني مرة ثانية عندما وضع يده على (خشمه) وهو يخاطب هذه السيدة التي انهالت عليه وعلى الإمارة وجميع المسؤولين بالنقد.. وهو يقول لها (على خشمي).. ويؤكد لها أيضاً بأنه جاء بنفسه إلى المناطق المتضررة ليرى ويسمع ويعيش الحالة كما هي وليس كما تتضمنها التقارير.. أو تشير إليها الوعود بإصلاح الحال.. ** ومرة ثالثة عندما قرر إشراكها في حفل افتتاح مشاريع العمل في بدء المشروع الضخم.. لتمثل إنسان الأحياء المتضررة.. ويجسد بذلك قدرة الرجل على تقديم الشكر والامتنان لمن انتقده وإشراكه ودمجه في متابعة منجزات بلده.. ** وعندما يتواضع المسؤول مع الباحثين عن الحقيقة، ويحس بإحساس الناس.. فإنه يستحق عند ذاك أن يكون أميناً على مصالح الناس.. ويكون مستحقاً لثنائهم.. بل وإعجابهم.. ** وبهذه المناسبة.. فإن الأمير - كما عرفته - يدرك أن هذا الإنجاز وقد تحقق لم ولن يكون هو آخر تطلعات أبناء المنطقة إلى المزيد والمزيد من المبادرات والمشروعات والخدمات لأن المنطقة تعاني كثيراً.. وتحتاج إلى أشياء كثيرة.. وإلى تطوير شامل لأوجه الحياة الصحية.. والخدمية.. والمرورية.. والتنظيمية .. والإدارية.. وأنه مازال هناك العشرات من الأجهزة والإدارات الحكومية التي تعمل بنصف كفاءتها.. أو تتحرك (بالرشوة) أو تؤدي نصف دوام وتتأخر في الانجاز.. وتبالغ في الإساءة إلى كرامات الناس.. ** ولذلك فإنني أتمنى من كل قلبي أن تتواصل جهود الأمير المباركة هذه لتغيير نمط الإدارة في المنطقة.. لأنه هو أول من قال إن (الإنجاز محكوم بأمرين.. بإرادة قوية وإدارة سليمة).. والله يوفقه. *** ضمير مستتر: **(المخلصون لا يحتاجون لمن يشكرهم قدر حاجتهم لمن يعينهم على قضاء حوائج الناس ويقول الحقيقة).