بالأمس القريب رعى الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إحدى ثمرات غرسه التي غرسها بيده الكريمة قبل ستة وعشرين شهراً حيث افتتح حفظه الله مباني المدينة الجامعية التي أطلق عليها عندما وضع حجر الأساس لهذه المدينة اسم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن حيث كان حفظه الله محقاً عندما اختار هذا الاسم النسائي لهذه الجامعة، وهو اسم على مسمى تقديراً وعرفاناً وذكرى طيبة ستستمر على مر العصور لعضد مؤسس وباني أمجاد هذه الدولة شقيقة والدنا الملك عبدالعزيز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل رحمهما الله جميعاً وأسكنهما فسيح جناته، حيث لم يغفل خادم الحرمين الشريفين دور المرأة ممثلا في الأميرة نورة عندما أطلق هذا الاسم على هذه الجامعة إيماناً منه بأن من سيدير ويبحر بشؤونها هو العنصر النسائي ابتداء من مديرة الجامعة، وانتهاء بأصغر موظفة وأن دور العنصر الرجالي الذي رعى شؤونها سابقاً ماهو الا ثانوي من خلال اعمال رجالية يصعب على النساء القيام بها. وهذه أفكار ورؤى وتطلعات القيادة الحكيمة، حيث روعي في مباني هذه الجامعة الخصوصية النسائية طبقاً للأعراف والعادات والتقاليد ومبادئ الشريعة الإسلامية وبعيداً عن اختلاط الرجال بالنساء. فما أشبه الليلة بالبارحة، فقد ذكرنا حفظه الله بالفلاح الذي يفرح وهو يتجول متنقلاً في أرجاء مزرعته من خلال هذه الجامعة التي غرس بذورها بيده وتابع هذا الغرس ومراحل بناء هذه الجامعة يوماً بيوم من خلال توجيهاته المستمرة لوزير المالية والذي فرغ نائبه للمتابعة والإشراف على مراحل هذا المشروع، حيث كان لي الشرف الكبير بأن أحضر احد الاجتماعات الدورية مع نائب وزير المالية ومساعديه من ذوي الاختصاص ممن يتابعون مراحل بناء هذا المشروع من مهندسين وفنيين عندما وجهت لي دعوة كريمة بحكم طبيعة عملي بالجامعة من قبل مديرة الجامعة آنذاك الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود، وبحضور وكيل ووكيلات الجامعة وعدد من المسؤولين حيث كان نائب وزير المالية ملماً بكل صغيرة وكبيرة عن هذا المشروع، فله ولوزير المالية الشكر والتقدير من جميع منسوبي الجامعة على ما بذلاه من جهود كبيرة وجبارة طيلة مراحل إنشاء هذه الجامعة التي اشتاق الجميع لرؤية ما ستئول إليه المباني بعد الانتهاء من بنائها إلى أن رأت النور والتي كانت حلماً فأصبحت حقيقة. كيف لا وهي أكبر مدينة جامعية نسائية في العالم والتي تحدث عنها الإعلام السعودي والعربي المرئي والمقروء من حيث ضخامة المساحة الإجمالية وتجهيز القاعات الدراسية والمعامل والمنشآت الرياضية والمساجد والمستشفى وإسكان الهيئة التعليمية والطالبات ووسائل المواصلات من قطارات وطرق حديثة للسيارات وأنفاق تحت الأرض للصيانة والتشغيل والخدمات المساندة وجميع ما تحتاجه هذه الجامعة الفتية من مبان ومستلزمات تعليمية وفنية ستدار بإذن الله بأيد وعقول نسائية بحتة من بنات هذا الوطن المعطاء تحت قيادة من أحسن الظن بها ووثق في قدرتها ونجاحها خادم الحرمين الشريفين عندما أصدر أمره الكريم قبل أقل من شهر من افتتاح مباني هذه الجامعة وصدر القرار بتعيين الدكتورة هدى بنت محمد العميل مديرة لهذه الجامعة لتتابع مسيرة ما بدأته مديرة الجامعة السابقة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود، التي لا ينكر أو يجحد أحد جهودها ومعاصرتها لهذه الجامعة منذ إنشاء أول كلية بالرياض عندما كانت تابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات آنذاك حيث كان لسموها الشرف بمنحها أول شهادة دكتوراه من كلية التربية بالرياض، ومن ثم عميدة لهذه الكلية وبعد ذلك مساعدة للشؤون التعليمية لوكيل الكليات أ. دعبدالله الحصين ومعاونيه في ذلك الوقت، الذي كان له جهود كبيرة في الإشراف على وكالة كليات البنات بالمملكة بعدد (102) كلية إلى أن صدر الأمر السامي الكريم بتعيين سمو الدكتورة الجوهرة، كأول مديرة للجامعة بالمرتبة الممتازة كأعلى منصب نسائي قيادي بالدولة حيث كان لها الدور القيادي الكبير في تسيير دفة هذه الجامعة مع ما واجهها من صعوبات إلى أن سلمت دفة القيادة لمن سيتابع المسيرة من بعدها د. هدى العميل، ووكيل ووكيلات الجامعة وعميدات الكليات وسيكن عند حسن ظن وثقة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ووزير التعليم العالي. فلهم منا الدعاء والعون والتوفيق في إنجاح مسيرة وتطور هذه الجامعة في هذا العهد الميمون الذي رفع قدر المرأة لتشارك أخاها الرجل دون تميز بينهما بكل عفة واحتشام وبثقة واعتزاز لبناء هذا الوطن المعطاء.. حفظ الله خادم الحرمين وأمده بلباس التوفيق والعافية. * مدير عام المشتريات - جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن