المكرم الأستاذ علي الموسى (المشرف على صفحة خزامى الصحاري) حفظك الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: اطلعت على ما كتب الأستاذ الفاضل/ سعد الحافي في صفحة خزامى الصحارى بالعدد رقم 15643 ليوم السبت 19/5/1432ه والمعنون ( بين صيانة التراث غير المادي وتحريفه ، قصيدة استرداد الرياض توثقها هيئة ابوظبي في اليونسكو) بداية اشكرللاستاذ/ سعد اهتمامه ونظرته الحيادية والواقعية للموروث الشعبي ومتابعته لما يُنشر في الصحف السعودية وغيرها، وكذا مقالاته العديدة بهذا الشأن. وحيث اشاد الاستاذ/ سعد بالتوجه الجميل لهيئة ابو ظبي للثقافة والتراث واهتمامها بالتراث الثقافي غير المادي وتبني استراتجيات فاعلة للتعاون مع الدول الخليجية والعربية وبقية دول العالم حسب الدكتور/ ناصر الحميري مدير ادارة التراث المعنوي بالهيئة ، إلا أن ما دعى الاستاذ سعد لكتابة هذا المقال هي ورقة العمل التي تقدم بها الاستاذ/ ناصر الجنيبي مدير فرقة ابو ظبي للفنون الاستعراضية، والتي ناقش فيها فنون الاداء في العيالة، "وانها تسجيل للمعارك والغزوات" ، واستشهاده بالابيات التالية : دارن ياللي سعد في الجومة جاها طير عجلان شاقتني مظاريبه عقب ماهي عيوز اتجدد صباها زينها يا عرب قامت تماريبه والقصيدة كما هو معروف وموثّق انها للشاعر/ عبدالرحمن بن ناصر الحوطي التي قالها عندما استرد الملك عبدالعزيز الرياض عام 1319ه ، والتي مطلعها : داري اللي سعدها تو ما جاها عقب ما هي ذليلة جاء لها هيبه ورغم مضى اكثر من مائة عام على هذه القصيدة ، الا انه لم يعتريها التغيير او التحريف ( ولم تُنسب لأي شاعر اخر مطلقاً خلاف قائلها الذي لا يختلف عليه اثنان ) اسوة ببعض القصائد التي اختلف كبار الرواة في الجزير العربية على قائلها مثل قصيدة : البارحة يوم الخلايق نياما، فمنهم من نسبها للشاعر والفارس نمر بن عدوان واخرون نسبوها لشاعر الاحساء محمد بن مسلّم، وكذا قصيدة : هبت هبوب الشمال وبردها شيني ، والتي نُسبت للعديد من الشعراء منهم الشاعر عبد الهادي الروقي والشاعر فهد العجمي ،اضافة الى قيام بعض الفنانين والفنانات من دول عربية مجاورة بغنائها والادعاء بأنها جزء من تراث تلك الدول. ومن منطلق حرص واهتمام هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث، ممثلة بالاستاذ/ محمد خلف المزرعي المدير العام للهيئة ، على التعاون الثقافي الدولي بشكل عام والخليجي على وجه الخصوص، وتحري الدقة والمصداقية في تأصيل وتوثيق الموروث الشعبي، فإن ما اورد الاستاذ/ ناصر الجنيبي لهو دليل على قوة واصالة هذه القصيدة دون الاشارة لشاعرها ، وانما اكتفى بذكر مناسبة تقديم مثل هذه القصائد. وكما هو معروف ان معظم الموروث الشعبي كان يتناقله البدو الرُحّل قبل قيام هذه الدول . ومن هنا ومن منطلق امانة الكلمة، اجده لزاماً عليّ ايضاح ما يلي: ما ذكره الاستاذ/ سعد حول مناسبة القصيدة هو دعم وتأييد لما اورد الاستاذ/ ناصر الجنيبي من انها تسجيل للمعارك والغزوات، ولا يوجد هناك تعارض او تناقض بين ما اورده كل منهما من خلال ورقة العمل التي قدمها الاستاذ/ ناصر الجنيبي بمناسبة ( الاحتفال بيوم للتراث العالمي )، وكذا مداخلات الحضور( والذين كنت احدهم ) لم يدّعِِ الاستاذ/ ناصر بأن هذه الابيات من التراث الاماراتي ، ولم ينسبها الى اي شاعر اخر . قامت دولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان بطلب تسجيل ملف العيالة، وتم رفعه لمنظمة اليونسكو دون تضمينه هذه الابيات. وختاماً اشكركم لاتاحة الفرصة لايضاح هذه النقاط ، وكذا اقدر للاستاذ/ سعد غيرته الوطنية، واشاركه مطالبته الجهات المعنية تحمل مسؤولياتها التاريخية فيما يتعلق بالموروث الثقافي الشعبي . وتقبلوا سعادتكم تحياتي وتقديري ،،، د. محمد البيالي وزارة الثقافة والاعلام