تناولت الجلسة الحوارية "نافذة جديدة تهب منها عواصف التغيير"، التي انعقدت يوم أمس ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي، دور وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأحداث والثورات التي تشهدها المنطقة. أدارت الجلسة الإعلامية ليلى الشايب من قناة الجزيرة الفضائية، وتحدث فيها كل من المدونة الليبية ليلى الهوني، والكاتب والإعلامي الإماراتي سلطان القاسمي، والمدون التونسي زياد الهاني، وشادي حامد مدير أبحاث معهد بروكينجز في قطر، والمراسلة والمستشارة الإعلامية الدولية لمياء راضي. وركزت الجلسة على أهمية مواقع التواصل الاجتماعي كأهم روافد الإعلام الى جانب المحطات الفضائية. كما سلطت الضوء على تغير صورة الشباب من شباب كان يوصف بالسطحية في السابق، ولكن من خلال الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، أصبح مناضلاً يتوق إلى الحرية وخير من يدرك قيمتها ويسعى للحصول عليها. وشكرت ليلى الهوني الجهود الكبيرة التي يبذلها منتدى الإعلام العربي لبناء منصة إعلامية فاعلة تساهم في الارتقاء بالقطاع الإعلامي في العالم العربي. وقال سلطان القاسمي: "لقد تضاعف عدد مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي مع بداية الثورات في العالم العربي، بحيث يمكن تأريخها من خلال أرشفة الأحداث التي لعبت مواقع التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في نقلها الى شريحة أكبر من المجتمعات العربية والعالمية. كما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الفترة في نشر اللهجات العربية عبر الدول العربية والمعرفة الجغرافية بأصغر المدن والمناطق في الوطن العربي". فيما علق زياد الهاني قائلاً: "لقد قدمت تونس للوطن العربي تجربة فريدة ومتميزة، فما حدث كان استثنائياً لأنها ولأول مرة في العالم العربي، لم يكن ثورة لأجل الشعب بل ثورة شعب." وأضاف: "من العوامل الرئيسية التي تشير الى عكس مواقع التواصل الإجتماعي للواقع التونسي، هو استثمار الحكومة التونسية في قطاع التعليم حيث أتى هذا الاستثمار أُكله لتجيء الثورة وتؤكد أهمية استثمار الإنسان في التعليم، والتي من خلاله تعتبر نسبة التونسيين الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي هي الشريحة الأكبر على مستوى الدول العربية". أثارت الجلسة تساؤلات حول مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي ودورها ما بعد ثورات الدول العربية، وظاهرة منافسة الحكومات العربية للشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأعرب شادي حامد عن تخوفه من اختلاف جمهور مواقع التواصل الاجتماعي عن جمهور الواقع الذي نزل الى الشارع، مستشهداً بثورة مصر كمثال عن ذلك، علماً بأن نسبة كبيرة من الشعب المصري لا تكتب ولا تقرأ مما يدل على أن مواقع التواصل الاجتماعي تعكس وجهاً واحداً فقط للواقع. وناقشت الجلسة الانتفاضات الرقمية الأخيرة التي أنهت الجدل الدائر حول قدرة الناس على التفاعل معاً في الفضاء الافتراضي ربما أكثر من عالمهم الواقعي، في ظل الزيادة الكبيرة لعدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وبالتالي زيادة عدد رواد الإعلام الجديد ليضم في صفوفه أناساً من مختلف شرائح وطبقات المجتمع. وتعقد الدورة العاشرة تحت شعار "الإعلام العربي وعواصف التغيير"، بحضور نخبة من إعلام الصحافة في الوطن العربي والعالم، والقيادات السياسية والفكرية، وعدد كبير من رؤساء التحرير الصحف وكتاب الأعمدة ومديري القنوات التلفزيوينة والإذاعات والمراسلين ومقدمي البرامج والمحررين والمنتجين ومختلف العاملين في قطاع الإعلام بكافة مكوناته، والأكاديمين والباحثين والطلبة.