اختتمت أمس الثلاثاء في العاصمة الاماراتيةأبوظبي، فعاليات مؤتمر "الإسلام والغرب: حوار حضاري"، الذي نظّمه "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" على مدى يومين. وقد أكد المشاركون في فعاليات المؤتمر أن حلّ قضية فلسطين واحترام الغرب للمسلمين والإسلام واحترام عادات المجتمعات الإسلامية وتقاليدها وثقافتها وعدم التعرّض بسوء للمقدّسات والرموز الإسلامية هو حجر الأساس والركيزة الأساسية لإجراء أي حوار ناجح بين الحضارة الإسلامية والحضارات الغربية. وتحدث الأستاذ بلال البدور، الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الامارات الحديث عن مسألة "تضييق الهوّة بين العالم الإسلامي والغرب". وأوضح البدور أنه كانت هناك تحدّيات كبيرة تقف في طريق إقامة حوار حضاري بين الحضارة الإسلامية والحضارات الغربية، لافتاً النظر إلى أن تلك التحدّيات كانت ترجع إلى أجندات معيّنة بحيث يتغيّر مجرى الحوار بين الحين والآخر بناءً على تغيّر تلك الأجندات والمواقف. مضيفاً أنه ينبغي للشرق والغرب أن يؤمنا بأن العلاقة بينهما هي علاقة تواصل وتصالح وليست علاقة تصادمية. مشيراً إلى أنه يجب السعي في طريق إنجاح الحوار الحضاري بين الإسلام والغرب، وهذا يتطلّب تغيير النظرة النمطية المترسّخة في فكر كل طرف تجاه الآخر وإعطاء فرصة للحوار. وفي ورقتها التي حملت عنوان "قراءة في آليات الحوار ومنهجه" تحدّثت الدكتورة داليا مجاهد، المديرة التنفيذية ل "مركز جالوب للدراسات الإسلامية" في دولة الإمارات العربية المتحدة عن وضع الحوار الإسلامي الغربي وما هي المنهجية التي يجب اتباعها لتحقيق ذلك الحوار على أسس سليمة؟ ولفتت مجاهد النظر إلى أن هناك دراسات إحصائية نتجت عن استبانات واستطلاعات للرأي العام جرت في 55 بلداً في العالم وغطت 1.5 مليار شخص بيّنت أن مفهوم الحوار يجب تفعيله بشكل كبير جداً بين العالم الإسلامي والغرب، لأن نتائج الاستطلاعات كانت خطرة، حيث كشفت النتائج عن أنه لم يحدث هناك تغيير جذري في علاقة المسلمين بالغرب حتى الآن. فما زال سقف الاحترام المتبادل منخفضاً بين الطرفين، كما أن 45% من الشعب الأمريكي ما زالوا يعتقدون أن الصراع الحضاري بين الإسلام والغرب لا يمكن تفاديه. كما أن 72% من المسلمين يرون أنه إذا تم عدم تدنيس المقدّسات الإسلامية وعدم حرق القرآن الكريم من قبل الغرب فإن هذا سيكون شيئاً جيداً لإمكانية عودة الحوار بين الإسلام والغرب. ودعت مجاهد أولئك المهتمين بإجراء حوار حضاري بين الإسلام والغرب إلى التركيز على منطقتي الشرق الأوسط وشمال أمريكا، حيث إن هاتين المنطقتين مؤثرتان للغاية في نجاح ذلك الحوار أو فشله.