أفاق الفلسطينيون صباح أمس الثلاثاء على مجزرة دموية جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة، راح ضحيتها سبعة شهداء جراء إطلاق دبابات الاحتلال الإسرائيلي قذيفة دبابة تجاه تجمع للمواطنين في منطقة تل فادعوس شمال بيت لاهيا. وأفادت مصادر طبية في مستشفى الشهيد كمال عدوان الذي خيمت عليه أجواء الحزن والغضب، ان الشهداء الذين تم التعرف على هويتهم هم: هاني كامل غبن (17عاما) محمد حسن غبن (13عاما) راجح غسان غبن (16 عاما) جبر عبد الله غبن (17عاما) بسام كامل غبن (16عاما) جبريل الكسيح (16عاما)، وهناك شهيد على الأقل لا يزال مجهول الهوية بسبب تشوه معالمه. وأضافت المصادر الطبية بأن صعوبة كبيرة واجهت الطواقم الطبية في البحث عن جثامين الشهداء وجمعها والبحث عن الأشلاء التي تناثرت في المنطقة وقد كانت عبارة عن أعضاء مقطّعة كما واجهتنا صعوبة في داخل المستشفى للتعرف على هويات الشهداء حيث كانت هناك أجساد بدون رؤوس وكان الوضع مأساويا بالنسبةلأهالي الشهداء كما واجهتهم مشاكل في الطريق إلى المستشفى فيما كان معظم الضحايا من الشهداء والإصابات من الأطفال والفتية» وأعلنت أسماء الجرحى وهم: زكي عزارا، ومصطفى عزارا، كامل عزارا، عيسى فدعوس، إسلام الدحدله، محمد صبح وهو طفل يبلغ من العمر 6 سنوات. ومن جهته اعتبر الدكتور جواد الطيبي، وزير الصحة الفلسطيني المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس، شمال بلدة بيت لاهيا، استمراراً لمسلسل القتل المتعمد لأبناءالشعب الفلسطيني. وأضاف الطيبي في بيان صحافي أصدرته الوزارة في أعقاب المجزرة التي ارتكبتهاقوات الاحتلال في البلدة، أن (إسرائيل) تجاوزت كل الحدود بهذا القصف العشوائي لمناطق وممتلكات ومنازل في عدة محافظات في الوطن، وأنها فقدت صوابها وهي تواصل شن تصعيدها العسكري الوحشي ضد العائلات والأطفال وجميع المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني. وطالب وزير الصحة خلال البيان الذي تلقت «الرياض» نسخة منه، كافة المؤسسات الطبية والإنسانية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بتكثيف جهودها والعمل على كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب ضد المدنيين العزل، قائلاً: «إن حالة الشهداء التي تصل إلى المستشفيات هي عبارة عن أشلاء ممزقة ومنهابدون رأس وهذا يدلل على الاستهداف بقصد القتل مباشرة». ووصف الطيبي خلال البيان ما يجري على الأرض الفلسطينية بالخطير للغاية،مشدداً على ضرورة كشف الانتهاكات الإسرائيلية بحق المئات من الأطفال والنساء وكبار السن من المدنيين العزل الذين يقتلون على مرأى ومسمع من العالم الذي يبقى صامتاً. وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، أطلقت قذائف دباباتها تجاه مجموعة من المزارعين، كانوا يعملون في أرضهم في منطقة فدعوس السكنية شمال بيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد سبعة مواطنين تتراوح أعمارهم بين 12 17عاماً، ستة منهم من عائلة واحدة هي عائلة غبن منهم 3 أشقاء والشهيد السابع من عائلة كسيح، موضحاً أن جثامينهم وصلت أشلاء إلى المستشفى .وأضاف البيان، أن هناك سبعة مواطنين بينهم طفلان والباقي دون سن العشرين،أصيبوا خلال الاعتداء، تم تحويل 5 حالات منهم إلى مجمع الشفاء في غزة لخطورة حالتهم، حيث تم بتر الأطراف السفلية لجريحين. إلى ذلك جددت قوات الاجرام الإسرائيلي قصفها بقذائف الدبابات على شمال بلدة بيت لاهيا، في أعقاب المجزرة الدموية، وأفاد شهود عيان،أن ثلاث قذائف دبابة سقطت بالقرب من نادي بيت لاهيا الرياضي، شمال البلدة،ما أدى إلى حدوث انفجارات قوية دوت في أرجاء البلدة. ووصف محمد دحلان وزير الشؤون الامنية الفلسطيني السابق المجزرة التي وقعت في بيت لاهيا بالحادث الاجرامي والمؤسف.. وقال ان حكومة (اسرائيل) تصر على تنفيذ خطتها لتحطيم فرص قيادة أبو مازن للشعب الفلسطيني نحو مستقبل قائم على الامن والسلام بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي. وأضاف دحلان قائلا أنه ومن خلال متابعتنا للاعتداءات الاسرائيلية الهجومية فقد تضاعفت الاعتداءات ثلاث مرات عن الفترة السابقة منذ اختيار محمود عباس مرشحا لحركة (فتح) على الرغم من عدم وجود عمليات ذات شأن من قبل الفصائل الفلسطينية. وقال ان ما تقوم به حكومة شارون حاليا غير مفهوم ويعبر فقط عن رغبة الجيش الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية باستمرار حالة الفوضى والمواجهة والعنف.. ودعا القوى الدولية المؤثرة للتحرك السريع لحماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه الديمقراطي في الانتخابات.