أكّدت المرأة من خلال رسالتها الحضارية على دورها الريادي في تحقيق العديد من الإنجازات والمكاسب في شتى مناحي الحياة؛ حين حملت على عاتقها مهمة نهضة هذا الوطن الذي منحها كل الاهتمام والرعاية وساهم في دعمها وتعزيز مكانتها ووظّف إمكانياته لخدمة الكوادر النسائية. ولأن قدرة المرأة على القيام بدورها في بناء المجتمع تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها، والاعتراف بقيمتها، وأهمية دورها، وتمتعها بحقوقها، خاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة؛ لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وعلى دخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة. ومن هذا المنطلق جاءت فكرة برنامج الملتقى الثقافي الوطني "مهد الأصالة" الذي أعده ونظمه قسم نشاط الطالبات بمكتب التربية والتعليم بمحافظة البدائع -في قاعة مركز البدائع الاجتماعي-؛ ممثلة برئيسة قسم النشاط "نجلاء بنت إبراهيم الهندي"، حيث يوظّف هذا البرنامج أنشطة الملتقى لإبراز وتجسيد دور المرأة في احتضان ورعاية نهضة المملكة، وخدمة الوطن في شتى المجالات الحضارية، ومنها: مجال التربية والتعليم, والطب والتمريض, والتجارة والتسويق, والهندسة والتصميم, وإدارة الأعمال, والفنون والأشغال, والثقافة والإعلام, والدعوة إلى الله, والخدمة الاجتماعية, ورعاية الأسرة، بحيث تتولى كل مدرسة من مدارس المحافظة جانباً للبحث فيه وتوثيقه ومن ثم تقديمه في قالب متميز باستخدام وسائل إبداعية، وفق خطة منظمة بإشراف وتنسيق قسم نشاط الطالبات. وقد أكدت هذه المبادرات بكافة صورها على ضرورة دعم دور المرأة ومكانتها ومنحها حق العمل في الميادين كافة، انطلاقاً من أهمية مكانة المرأة في المجتمع ودورها في تحقيق استقرار الأسرة, حيث شهد معرض "مهد الأصالة" نجاحاً ملحوظاً حين وجه رسالته في نشر الوعي بأهمية دور المرأة وتأصيل ارتباطها بنهضة المجتمع, كما ركزت الفكرة على توفير أنشطة نوعية غير صفّية لبناء الشخصية الإسلامية المتكاملة المتوازنة للطالبة لخدمة الدين والمجتمع والوطن. وقد أبدى عدد من الزائرات إعجابهن بفكرة البرنامج، حيث رصد أهم الجهود والانجازات التي تقوم بها المرأة لخدمة وطنها، من خلال توظيف قدرات وإبداعات الطالبات في رفع سقف طموحاتهن لبناء مستقبل زاهر وتنمية حب الاطلاع والبحث لتعميق المعرفة وإثراء الخبرات. وقالت "بدرية الدهامي" - مديرة متقاعدة - أثناء تجولها في المعرض لقد فوجئت بالاسم الذي برز في مجال الطب والتمريض في لوحة جدارية في إحدى زوايا المعرض؛ دوّن فيها نبذة عن اكتشافات رائدة لطبيبات سعوديات, ولم تصدق لحظتها حين وقعت عينها على اسم الدكتورة فاتن خورشيد - عالمة توصلت إلى اكتشاف علاج مضاد لعدة أنواع من السرطان التي تصيب الإنسان، إضافة إلى الالتهابات الكبدية الفيروسية - وكانت إحدى الطالبات التي تشرفت الأستاذة بدرية بتدريسها قبل أكثر من عشرين عاماً في المرحلة الثانوية, حيث لم تستطع أن تتمالك نفسها أمام زائرات المعرض وألقت عليهم حديثاً مطوّلاً عن صناعة النجاح، وضربت أعظم مثال للدكتورة فاتن التي تتصدر الآن قائمة أسماء الطبيبات السعوديات اللواتي رفعن لواء التنمية والتطور. وأكدت رئيسة قسم نشاط الطالبات "نجلاء الهندي" على أن فكرة هذا الملتقى وُلدت لتسليط الضوء على الدور الذي يجب أن تضطلع به المرأة لخدمة الدين والمجتمع والوطن، من خلال تعزيز الشخصية المتكاملة للمرأة وفق مواصفات النجاح, انطلاقاً من تصوّر عقلي ناضج مواكب للمتطلبات الراهنة والمستقبلية لتكون نموذجاً للفتاة السعودية الواعية والمؤثرة التي تقتحم ميادين الحياة بكل ثقة وإقدام.