قد شرفت بالمشاركة في المؤتمر العلمي السادس للجمعية السعودية للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية والذي عقد بين 24_26 إبريل في فندق الانتركونتننتال بجدة وكان مؤتمرا من الطراز الأول يشكر القائمون عليه. ففي هذه المؤتمر استمعت إلى العديد من المحاضرات العلمية التي لا تقل عن نظيراتها العالمية من الناحية العلمية والإلقائية ويدل هذا الطرح الراقي على خطى الجمعية الثابتة المتجهة نحو تحقيق الأهداف المرجوة إن شاء الله وفي المؤتمر نفسه التقيت بالكثير من المحاضرين وتداخلت معهم سواء من خلال فتره المناقشة أو الاسئلة أو من خلال الأحاديث الجانبية. ومن أبرز العناصر في هذا الملتقى هو ملاحظة التعاون الخارجي لزملائنا علماء الأبحاث مع نظرائهم في أوروبا وأمريكيا الشمالية وهذا الشيء محمود بل نحث عليه ونشجعه لما له من فائدة إثرائية علمية قوية. ومن فوائد التعاون مع مراكز البحث العلمي في ضمان جودة العمل وضمان النشر ولربما نقل التقنية وهذا الأخير أحسبه مطلبا أساسيا للدولة حيث إنها تسعى جاهدة في نقل وتوطين التقنية والمعرفة لأهداف مرجوة نأمل أن تتحقق في عام 1444ه بل أرجو أن تتحقق قبل هذا العام بكثير. ولكن هناك عنصرا آخر لم يكن حاضرا إلا قليلا وهو التعاون الداخلي بين علماء الأبحاث فيما بينهم بل مما أثار استيائي هو وجود تعاون خارجي وبمستوى غير جيد مع الخارج بالرغم من وجود أبحاث علمية قائمة وموثقة على المستوى العالمي وبمستوى كبير جدا عما هو عليه بعض إشكال التعاون والذي يأتي بشكل إرسال بعض العينات ليتم إجراء البحوث عليها في الغرب وليس المملكة. نحن قلنا في بداية المقال إننا مع التعاون الخارجي ولكن عندما يكون بالصورة التي سمعتها من بعض الباحثين والتي أشرت إليها أعلاه هذا لا يكون تعاونا ولا يستفيد منه الوطن بل على العكس من ذلك قد يعطي صورة غير جيدة ولا يسهم في تدريب أبنائنا وبناتنا ولا يسهم في نقل الخبرات العلمية والتقنية إلى المملكة. خلاصة القول هو أن البحث العلمي أصبح مطلب حكومة خادم الحرمين الشريفين وأصبحت مراكز البحث العلمي تتسابق في إنشاء كراسي الأبحاث وتتقدم بمشاريع تمولها الجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وغيرها من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، فإذاً حبذا لو حرص الباحثون على أن يتم إجراء البحوث داخليا بدلاً من الخارج وحبذا لو تم ربط الباحثين بعضهم ببعض ليكون هناك عمل تكاملي بدلا من الأعمال المجزأة وقد تكون مشاريع متكررة. وقد تثري الأعمال التكاملية الساحة العلمية وتعطي معلومات علمية لها مردود أكبر على مستوى المملكة، فعلى سبيل المثال لو تم عمل مشاريع على مستوى المملكة لأحد الأمراض وجمعت كل النتائج عن هذا المرض أو ذاك في قاعدة بيانات موحدة حتما لعمت الفائدة وتحقق الهدف المنشود. أتمنى على زملائي وضع الأهداف السامية العليا نصب أعينهم بدلا من اللهث وراء أهداف شخصية قد لا تحقق الفائدة وكل بحث علمي ووطني وأنتم بخير. * باحث - مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث