كشف مسؤول من شرطة لوس أنجلس مزيداً من المعلومات الواردة في مفكرة زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، التي وجدت مع وثائق وحواسيب في المجمع الذي قتل فيه، انه دعا لاستهداف مدن أميركية عدة ومن بينها لوس أنجلس. ونقلت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركية عن مايكل داونيغ المسؤول في قسم مكافحة "الإرهاب" ومكتب العمليات الخاصة في شرطة لوس أنجلس قوله ان "يجب ان تشكل آخر الاكتشافات الاستخباراتية دعوة لوعي كل الأميركيين بأن التهديد (باستهداف لوس أنجلس) كان حقيقياً". ابن لادن كان على اتصال دائم بالظواهري والليبي عطية عبدالرحمن وأشار إلى ان مقتل بن لادن لا يعني ان نسبة التهديد في لوس أنجلس تراجعت، وقال "ما أن يدرج الاسم على اللائحة حتى لا يُزال أبداً". يشار إلى ان مفكرة بن لادن تشير إلى كيفية تخطيطه لقتل أميركيين في مدن أميركية عدة، صغيرة وكبيرة، ومن بينها لوس أنجلس وواشنطن ونيويورك في مواعيد عدة. يذكر ان قوة أميركية قتلت بن لادن في2 أيار - مايو خلال عملية استهدفت مجمعاً يسكنه مع بعض أفراد عائلته في أبوت آباد في باكستان. الى ذلك قال مسؤولون استخباراتيون أميركيون يشاركون في تحليل المواد التي عثر عليها مع زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن انه كان منشغلاً بمهاجمة الولاياتالمتحدة وهو أمر خلق نوعاً من "الاحتكاك" بينه وبين أتباعه الذين يفضلون التركيز على المواضيع الإقليمية. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المسؤولين قولهم ان المواد المكتوبة بخط اليد والأخرى المحفوظة في كومبيوتر وجد في المجمع الذي قتل فيه بن لادن، أظهرت انه كان يبحث دائماً عن طريقة لتنفيذ ضربة كبيرة في الولاياتالمتحدة. وأضافوا ان زعيم "القاعدة" حث أتباعه على إيجاد سبل لتجنيد غير مسلمين "مقموعين في الولاياتالمتحدة"، وخصوصاً من أصول إفريقية ولاتينية، بالإضافة إلى وضع مخطط لتنفيذه بالتزامن مع الذكرى العاشرة لهجمات 11 أيلول - سبتمبر. وذكر المسؤولون انه حتى فيما كان في المجمع بمدينة آبوت أباد الباكستانية، كان بن لادن يتصرف كما لو انه "زعيم عصابة إجرامية" يوجه رسائل دائمة ونصائح إستراتيجية لأتباعه وللمؤيدين له وبعضهم في اليمن. وقالوا ان بعض الأتباع أعربوا عن إخلاصهم لبن لادن، في حين ان البعض الآخر انزعجوا من إصراره على التركيز على أهداف أميركية بدلاً من تنفيذ عمليات أقل خطراً في أماكن مثل اليمن والصومال والجزائر. وقال مسؤول استخباراتي "بن لن يقول انه لا بد من التركيز على أميركا والغرب"، مضيفاً ان أتباع زعيم "القاعدة" بدوا مهتمين أكثر بالشؤون الإقليمية وكانوا مترددين في تنفيذ هجوم يستفز رداً أميركياً. فيما أضاف مسؤول استخباراتي آخر ان التدقيق في المواد التي عثر عليها كشف المزيد عن بيروقراطية بن لادن وليس عن مواقع أتباعه أو عن المخططات المحددة. وأضاف المسؤولون ان المعلومات الجديدة، بالإضافة إلى عدم سعي بن لادن لتفادي الوقوع في يد الأميركيين، توفر رسماً غنياً ومفاجئاً لزعيم "القاعدة". وأوضحوا ان "بن لادن بات كسولاً وراضياً عن نفسه"، وتابع "لا أعتقد انه وضع أي تحضيرات" للفرار من المنزل أو تدمير المعلومات فيه. وتابعوا انهم ما زالوا يفندون المواد التي عثر عليها في المجمع الباكستاني لكن التركيز الأولي يتمحور حول كلمات رئيسية بينها أسماء مدن كبرى. وأشار المسؤولون إلى ان بن لادن كان على اتصال بعدد قليل من عناصر "القاعدة" رفيعي المستوى مباشرة وبشكل دائم، ومن بينهم الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري، والليبي عطية عبدالرحمن. ولفتوا إلى ان توجيهات بن لادن كانت تركز على أهداف أوسع وليس على التفاصيل العملية، وأضافوا ان ما من مؤشر على انه كان حتى يعرف مكان الظواهري وغيره. لذا اعتبر المسؤولون الاستخباراتيون ان مواد بن لادن ستوفر على الأرجح إرشادات واسعة وتوجيهات وليس أوامر تكتيكية. لكنهم أكدوا ان هذه المواد ستساعد ال"سي آي إيه" والمنظمات الأخرى على الحصول على معلومات عن بنية "القاعدة" والعلاقة مع حلفائها الإقليميين. وقال مسؤول استخباراتي ان سجلات بن لادن "أكدت رأينا بأن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية متساو في العلاقة مع أصل القاعدة". إلا انهم أشاروا إلى ان لا دليل على ان بن لادن كان على تواصل مع رجل الدين الأميركي المولد أنور العولقي إلا انه كان يوجه رسائل إلى آخرين في اليمن الذين يبدو انه كان يعرفهم شخصياً. و قال أحد المسؤولين ان مواد بن لادن أظهرت انه لم يكن يعطي أولوية كبرى للعمليات داخل أفغانستانوباكستان ويحث شبكته على تركيز جهودها "لجعل أميركا ضعيفة من خلال أميركيين من أصل لاتيني وإفريقي، أشخاص مقموعين في الولاياتالمتحدة". إلا انهم أشاروا إلى ان "القاعدة" لم تجند على ما يبدو الكثير من الأقليات، كما تحدثوا عن ان مواد بن لادن تشير إلى انه لم يكن على تواصل مع عناصر من الجيش أو الاستخبارات الباكستانية وهو أمر طرح بعد العثور عليه في باكستان وتردد انه هناك منذ عدة سنوات.