بدأت بالقاهرة أمس أعمال المؤتمر العربي التحضيري رفيع المستوى للاعداد للمرحلة الثانية من القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي تعقد في تونس في الفترة من 16 إلى 18 من نوفمبر المقبل . ويتم خلال المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام عرض نماذج مستحدثة لآليات التمويل للمشروعات المرتبطة بتقنيات توظيف وسائل تكنولوجيا المعلومات في ضبط آليات السوق من خلال برامج مبادلة الديون كوسيلة وأساس للشراكة في التنمية بين العالمين النامي والمتقدم. وقال الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري في كلمته في افتتاح المؤتمر إن الحكومات العربية قامت بالتعاون مع ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني والأطراف المعنية بجهود لبلورة خطة عمل عربية تتضمن أكثر من ثلاثين مشروعا تتناول جميع الركائز والدعامات التي يقوم عليها مجتمع المعلومات . وأشار إلى أن مصر تقوم في الوقت الراهن باعداد نماذج جديدة ومستحدثة في توظيف وسائل تكنولوجيا المعلومات للمرة الأولى في المنطقة لاعادة هيكلة الدعم وضبط الأسواق وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين . وأضاف أن مصر لعبت دورا كبيرا في شحذ التأييد الاقليمي للجهود الدولية الهادفة إلى ارساء دعائم مجتمع المعلومات العصري حيث بادرت بطرح عناصر الاستراتيجية العربية لمجتمع المعلومات العربي والتي اعتمدتها القمة العربية بعمان عام 2001 كما قامت بخطوات مماثلة على الصعيد الافريقي وأسهمت في توجيه أعمال المفوضية الاليكترونية الافريقية التي تم انشاؤها في اطار مبادرة نيباد وتحت رعاية الاتحاد الأفريقي نحو تحقيق ذات الهدف . وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى طرح النقاش والحوار على المستوى الاقليمي حول كيفية تفعيل خطة عمل المرحلة الأولى في جنيف وبلورة المواقف العربية والافريقية وابراز خصوصية المنطقة ورؤيتها الخاصة عن مستقبل مجتمع المعلومات الاقليمي والعالمي واستكمال تحديث خطة العمل العربية التي بدأ العمل بها فعلياً من خلال فرق العمل العربي المشترك ومناقشة القضايا الرئيسية للقمة في موضوعات الآليات المستحدثة للتمويل وادارة الانترنت في عالم جديد متغير وقضايا تنمية المحتوى وفعاليات مرحلة ما بعد تونس وتشجيع اشراك جميع قطاعات مجتمعاتنا ولاسيما القطاع الخاص والمجتمع المدني بمسار الاعداد لما بعد قمة تونس على غرار الأقاليم الأخرى في العالم واتاحة الفرصة للمنطقة العربية والأفريقية للدخول في حوار تفاعلي مع الأطراف الفاعلة اقليميا ودوليا في جميع القضايا المطروحة . وأكد الدكتور نظيف استعداد مصر الكامل لتقديم كل الدعم اللازم لتونس من أجل انجاح انعقاد المرحلة الثانية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات في شهر نوفمبر المقبل وضرورة ايجاد بيئة وطنية واقليمية وعالمية مواتية لبناء مجتمع المعلومات وترسيخه بكل ما تعنيه من توفير الأطر السياسية والقانونية والتنظيمية التي تشجع الاستثمار وترفع القدرة التنافسية . وأشار إلى أن تنمية الموارد البشرية تظل مطلبا دائما ورئيسيا في بيئة سريعة التغير يتسم بها مجتمع المعلومات ومن ثم فان توجيه الدعم الكافي إلى التدريب والتعليم وتشجيع الابتكار والعلم يكتسب أهمية قصوى لبناء الكوادر القادرة على تدعيم مجتمع المعلومات . وقال ان التحرك العربي لاعداد خطة عمل تتضمن مشروعات عملية بمشاركة جميع الأطراف المعنية يعكس ادراكا عميقا للمهمة الكبيرة للمرحلة الثانية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات وهي الانتقال من الطابع التحضيري الذي اتسم به الشق الأول من القمة في جنيف عام 2003 والذي ركز على التعريف بمجتمع المعلومات ودور الأطراف المختلفة محليا واقليميا وعالميا في بنائه وترسيخه إلى التحرك لترجمة هذه المبادىء الأساسية إلى مشروعات عملية تشارك في تنفيذها الحكومات مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ويتم اعدادها وتمويلها وتنفيذها بالتعاون والتكامل المستمر بين جميع الأطراف . ومن جانبه أكد الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري أنه سيتم من خلال هذا المؤتمر وضع مقترح خطة المشروعات العربية التي تمت صياغتها من خلال حوار مفتوح مع مجموعة العمل العربية المكلفة بالاعداد للقمة مشيرا إلى أن هذه الخطة تستند إلى التوصيات الصادرة من المرحلة الأولى للقمة في جنيف والى المؤتمرات الاقليمية مثل المؤتمر الافريقي الذي عقد في غانا في فبراير الماضي. وأشار إلى أهمية المؤتمر في التحضير لاجتماعات مجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب في تونس في نهاية شهر يونيو من هذا العام حيث يمثل المظلة العربية لهذه الصناعة في العالم العربي موضحاً أن المجلس رأى الاستئناس برأي الخبراء والمتخصصين من المؤسسات العربية المختلفة لاعداد رسالة عربية موجهة لمجتمع المعلومات العالمي . ومن جهته أكد السفير عبد الرحمن السحيباني الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ممثل للأمين العام للجامعة في المؤتمر ضرورة تنسيق الجهود العربية ليكون هناك ثقل للمجموعة العربية المشاركة في المرحلة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس . وأشار إلى أهمية القضايا التي تناقشها هذه القمة والتي تمس المنطقة العربية خصوصا ما يتعلق برأب الفجوة التي وصفها بأنها فجوة ذهنية بين الشمال المتقدم والجنوب النامي حيث أوضح أن التقنيات أصبحت متوافرة حتى في البلدان النامية لكن المشكلة تكمن في توافر التطبيقات المناسبة للبيئات المختلفة والتي يتم انشاؤها من خلال الكوادر المؤهلة والمتخصصة في هذا المجال والعارفة باحتياجات كل دولة بلغتها وبيئتها الخاصة. وقال الدكتور منتصر وايلي وزير تكنولوجيات الاتصال التونسي ان استعدادات بلاده لهذه القمة يأتي في اطار تشاورها مع مختلف الأطراف المعنية لاعداد خطة عملية للحد من الفجوة الرقمية في المنطقة وتوزيع الخدمات الرقمية وموارد الانترنت بصورة عادلة بين الشعوب . ودعا إلى ضرورة العمل على مستوى الخبراء العرب المشاركين في الفريق العربي المكلف بالاعداد للقمة حيث تجسد هذه الوثيقة تطلعات المنطقة في مجال رأب الفجوة الرقمية وبناء مجتمع المعلومات من خلال برامج وخطط ومشروعات وحلول فعلية وقابلة للتحقق ومتابعة تنفيذها . وقال روبرت بلوا الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي للاتصالات انه اتضح للاتحاد التزام مصر والدول العربية والأفريقية عموما بالسعي لبناء مجتمع المعلومات وجعله حقيقة على الأرض وذلك من خلال ما تم عقده من لقاءات واجتماعات تحضيرية للقمة والمشاركة في المرحلة الأولى منها في جنيف نهاية 2003 . وأكد أن مجتمع المعلومات سيوفر وسائل لتحقيق ما تحلم به الشعوب بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تسخير وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وضرورة أن تتعاون الحكومات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني في لعب دور رئيسي في ادارة موارد شبكة الانترنت بصورة متوازنة بين الشعوب .