من المؤكد أن المسميات العربية والشعبية القديمة للأحياء الفطرية وردت في أبحاث العلماء والرحالة والباحثين في حياة المجتمعات العربية . ولقد مرت الجزيرة العربية بفترة ركود ثقافي وحضاري في الوقت الذي كان فيه المستشرقون والرحالة والباحثون الغربيون يتجولون في أرض الجزيرة العربية لدراسة وتوثيق الحراك الاجتماعي وطبيعة الصحراء وجيولوجية المنطقة وبالتأكيد كان لابد من الاحتكاك مع أبناء الجزيرة العربية بادية وحاضرة وذلك للحصول على المسميات الأصلية للمعالم والأحياء النباتية والحيوانية وغيرها ولتأكيد هذه المسميات للباحث كان الشاهد الوحيد هو اللهجة الدارجة والشعر ولحرص الباحثين على التوثيق العلمي بالمسمى الدارج لم يتردد البعض منهم في إدراج أبيات الشعر لتأكيد المسمى كما أن البعض منهم حفظ أبيات الشعر بنفس لهجتها الدارجة . وهذا يؤكد أن الشعر لعب دورا هاما في عملية التوثيق والبحث العلمي والاجتماعي ورصد الأحداث في غياب التوثيق والدراسة في تلك الحقبة عن أبناء الجزيرة العربية . ورغم مرور فترة زمنية على تلك الفترة إلا أن الرحالة والباحثين في مجال التاريخ والجغرافيا للجزيرة العربية وجدوا في الشعر شواهد حقيقية لتوثيق المسميات والأحداث وهذا مازال مستمرا الى هذا الوقت مما يؤكد أن القصيدة والشاعر المعاصر جزء من ثقافة وعلم المجتمعات .