إن من المهم في العملية التعليمية سواء الجامعية أو ما قبلها تحفيز الطالب على حب المدرسة أو الجامعة وحب المادة والتفاعل معها وطرق التحفيز كثيرة جدا، ولقد كتب العلماء والباحثون في هذا المجال العديد من الأبحاث والمقالات العلمية وتفنن المختصون في اتخاذ طرق عديدة لذلك، وذلك من خلال دراسة نسبة الطلاب والتلمس لحاجاتهم ونقاط القوة والضعف فيهم. وموضوعات اليوم في طرق التحفيز هو ذكر الأشياء الإيجابية للطلاب ومحاسنهم وعدم التطرق للأشياء السلبية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة". لذا لابد للمدرس أو الأستاذ من العمل على زيادة التعليقات الحقيقة والإيجابية. ويقول لاعب كرة القدم "درومن جراي" مؤسس نادي "ونهارت آت أتيم منستريز" : "عندما تقول شيئا سلبيا لشخص آخر فكأنك غرزت مسماراً في جسمه، وعندما تقول نحن آسفون فكأنك خلعت المسمار، ولكن الثقب لا يزال موجودا"، ولعل من الإيجابيات التي لا تحصى في التطور الهائل الذي عاشته جامعة الملك سعود في السنوات الأخيرة وأعتقد أنه لم يعط حقه كاملاً لقيادة القيادي المؤهل معالي مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان هو إنشاء عمادة تطوير المهارات وعقدها المئات من الدورات التدريبية، ولعل من أهم الدورات التي حضرتها هو ما يخص تحفيز الطلاب وهذا ما سوف يتناوله المقال. كيف نقاوم السلبية؟ نبدأ ذلك باختيار عمل يرمي إلى تغيير مناخ الفصل الدراسي، فإذا كان فصلنا خالياً من التهكم، لا يهم بعد ذلك مهما حدث، فيجب عدم السماح لأي واحد أن يقول تعليقات تهكمية أو سلبية تحط من قدر شخص آخر، وعلى أية حال بعد التخلص من هذه الخاصية السلبية سوف تتغير النغمة في الفصل ومجتمعنا مليء بهذه التعليقات السلبية التي تحط من شعور بعض الطلاب في الفصل. وليس المهم فقط التخلص من السلبية التي تترك فراغا ولكن لا بد من ملء هذا الفراغ بأشياء إيجابية حتى تعود مرة أخرى، لذا فأنت بحاجة إلى عمل نموذج من المواقف الإيجابية وأن تبتدع تعليقات إيجابية تؤديها بتناغم. ويجب أن تعتبر نفسك كمرآة للفصل، فإذا كنت تحس بالحر فهم يحسون كذلك وإذا كنت متحمسا فكذلك هم، وإذا كان يومك سيئا فكذلك يومهم. ولكي ترى التحول الإيجابي المرئي في الفصل قم بزيادة مقدار الثناء الذي تقوله للطلاب، ولا يعني ذلك إطلاق التعليقات الإيجابية العشوائية التي ربما تصاحب استنكار ذلك، فلو مثلا قال المعلم هذا عمل جيد وشرع يكررها كل ثلاث ثوانٍ فإن الطلاب سوف يحركون عيونهم في تعبير وجوههم كل مرة، فقول الأشياء جيدة من أجل قولها مثل ما تحل 50 سؤالا في تمرين لأجل أن يقولون إنك فعلتها فقط. فهناك فرق بين عبارات الخداع المجردة والثناء الحقيقي ، فالثناء الحقيقي يجب أن يكون ذا معنى محدد وفيه احترام للفرد وفوري ومميز ومشجع وسوف نتكلم عن هذه الصفات في مقال قادم. *المشرف على كرسي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز لأبحاث المؤشرات الحيوية لهشاشة العظام